اختارت هذا الأسبوع أن تصف مجلة “نيوزويك”، من خلال مقالتها الرئيسية، مسألة معاداة السامية في أوروبا ومعاداة اليهود في تلك القارة. كان العنوان الرئيسي في المجلة: “هجرة جماعية: لماذا يهرب يهود أوروبا ثانية؟”. ظهرت على غلاف المجلة صورة السيدة موريا، التي هاجرت مؤخرًا من بلجيكا إلى إسرائيل، وقد اقتبست المجلة قول لها إذ قالت: “لم يكن بقائي في بلجيكا احتمالاً واردًا”.
وأوردت المجلة؛ من خلال إلقاء الضوء على حوادث معادية للسامية “التي سبق أن كانت أشياء شائعة في ثلاثينات القرن الماضي، ما عدا أننا نتحدث عن باريس، في عام 2014″. تحدثت المجلة أيضًا عن المظاهرات المعادية لإسرائيل بسبب الحرب على غزة؛ تلك المظاهرات التي تحوّلت بسرعة إلى هجوم عنيف ضدّ اليهود و”انتفاضة” فلسطينية في شوارع أوروبا.
ادعت المجلة في مقالتها أن الشجب الرسمي لما حدث؛ من قبل حكومة فرنسا، لم يساعد وأنه قد عادت حالة الفوضة تلك وتكررت. هتف المتظاهرون في شمال باريس “الموت لليهود”. ادعت المجلة أيضًا أن الحديث لا يقتصر فقط على مظاهرات في فرنسا، بل أنه في بريطانيا أيضًا زادت حدة المظاهرات المعادية للسامية على ضوء العملية العسكرية الحالية التي تشنها إسرائيل على غزة، وفي أماكن أخرى مثل برلين وبلجيكا تم رصد حوادث عنف معادية للسامية، والتي تعاظمت مع بدء الحرب على غزة.
تحدثت المجلة عن عملية تفجير المتحف اليهودي في بروكسل بتاريخ الـ 24 من أيار وصعود حزب اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، تحديدًا في فرنسا، اليونان، هنغاريا وألمانيا، واللذين يشهدا على زيادة نسبة معاداة السامية في القارة. حازت أحزاب اليمين المتطرف، في هنغاريا واليونان؛ على دعم كبير أيضًا في الانتخابات العامة، حتى أنه في هنغاريا طالب عضو حزب “يوبيك” إعداد قوائم تضم كل اليهود في الدولة “بدافع الأمن القومي”.
يرد في المقالة استطلاع تم إجراؤه من قبل الاتحاد الأوروبي ونُشر عام 2013 والذي جاء فيه أن 29% من اليهود فكروا بالهجرة لأنهم لا يشعرون بالأمان. يتعرض اليهود في أوروبا أيضًا، وفق هذا التقرير لـ “الإهانات، التمييز والعنف الجسدي، الأشياء التي لا تنتهي رغم محاولات الاتحاد الأوروبي الحثيثة للقضاء على ذلك”. يعتقد ثلثي الأشخاص الذين طالهم هذا الاستطلاع أن هناك مشكلة معاداة السامية في أوروبا. ذكر 76% من المشاركين أن معاداة السامية زادت أكثر خلال السنوات الخمس الأخيرة – تحديدًا في فرنسا، هنغاريا وبلجيكا.
رابطة مكافحة التشهير، المنظمة المختصة بمكافحة معاداة السامية والتي تنشط في الولايات أجرت المتحدة، استطلاعًا كبيرًا عن ظاهرة معاداة السامية في 102 دولة ووُجد أن 26% ممن طالهم الاستطلاع لديهم مواقف متطرفة معادية للسامية. أظهر الاستطلاع أن الدول العربية هي أكثر دول فيها أعلى نسبة معاداة للسامية. 69% من المواطنين اليونانيين لديهم أفكار معادية للسامية، في بولندا 45%، في هنغاريا 41%، في فرنسا 37%، في بلجيكا 27%، في التشيك 13%، في بريطانيا 8% وفي السويد فقط 4%. من المتوقع، حسب التقديرات الموجودة في المقالة، أن 5،000 – 6000 يهودي قد يتركون فرنسا هذا العام بسبب موجة معاداة السامية.
تُناقش المقالة أيضًا مسألة رغبة يهود أوروبا بترك القارة وأوردت المجلة معطيات تُظهر أن الكثير من اليهود يشعرون بالتهديد ويفكرون بالرحيل. تُناقش المقالة أيضًا مسألة ارتفاع نسبة الإسلام في أقسام من أوروبا، مثل مدينة مالمو في السويد، الأمر الذي يزيد من حوادث معاداة السامية.