كلّ شخص يريد أن يكون صديقًا للأمير الوليد بن طلال. ففي قصره الرئيسيّ في الرياض، يمكن أن تجري استضافتُكم في إحدى الغُرف الأربعمئة والعشرين التي في داخله، التي تحوي تماثيل رُخاميّة وبِرَك سباحة. وتزيِّن الجُدرانَ صُوَر فنّيّة للوَليد نفسِه. يتنقّل الأمير عبر طائرة البوينغ 747 الخاصّة به، التي تشمل عرشًا خاصًّا يجلِس عليه. في مزرعته الخاصّة في ضواحي الرياض، ثمّة خمس بُحيرات، حديقة حيوان صغيرة، خمسة بُيوت، وبضعة أماكن خارجيّة تُتيح وجبة عشاء لطيفة في الهواء الطلق. يخت الوليد هو الرابع والخمسون من حيث الطول في العالم: 85.9 مترًا.
ورغم أنه جزء من الأسرة المالكة السعودية، فهو يسعى للابتعاد عن السياسة، ويبذل كلّ جهده في الأعمال التجارية. يمكن لقائمة أملاك الوليد أن تملأ تقارير صحفيّة بأكملها. ولكن نذكر، على سبيل المثال، أنّ لديه أكثر من 100 فندق في أمريكا الشمالية، وعدد أكبر من الأملاك في أوروبا.
أفخر فندقَين في العالم – “بلازا” في نيويورك و”سافوي” في لندن – هما له. كذلك، يحتفظ بحصّة كبيرة في شركة إدارة متنزه يورو ديزني في باريس. ولديه استثمارات في شركة “أبل”، شبكة الاتّصالات “فوكس”، و”أمريكا أون لاين”. لكن ثمّة مَن يدّعي أنّ الصورة الشخصيّة، لا الأعمال، هي الأهم بالنسبة له.
“الصورة الشخصيّة هي كلّ شيء بالنسبة للوليد بن طلال”، هكذا كُتب عنه في لمحة عن حياته أعدّتها المجلّة الاقتصادية “فوربس”. ففريق عمله يحرص على أن ينشر له صُورًا برفقة أبرز الشخصيّات في العالم، سواء كانوا من كبار رجال الأعمال كبيل غيتس، أو قادة سياسيين مثل جورج بوش.
قيل أيضًا إنّ مساعي الوليد ليبدو ثريًّا لا تعرف الحواجز، وإنّه حتّى دونالد ترامب لا يبذل كلّ هذا الجهد في الإقناع، الضغط، وإن لزم الأمر – التهديدات، ليبدو ثريًّا عظيمًا. في أعقاب التقرير الإخباريّ المذكور، وقعت قطيعة بين الأمير و”فوربس”. “إنهم يتّهمونني بالتلاعُب”، قال الوليد، “هذا ليس صحيحًا، وسأقاتل حتّى النهاية”. حسب ادعائه، قائمة الأثرياء في “فوربس” متحيِّزة ضدّ رجال الأعمال في الشرق الأوسط.
عام 2008، كانت هناك خشية من أن تكون مساعي الوليد للوصول إلى القمة قد وصلت إلى طريق مسدود. فقد اشتكت عارضة أزياء شابّة تبلغ 20 عامًا إلى الشرطة الإسبانية، مدّعيةً أنّ الأمير اغتصبها على متن يخته، قرب جزيرة إيبيزا. وفق الادّعاء، أُعطيت عارضة الأزياء مخّدرات وسُحبت إلى اليخت، دون أن تكون في كامل وعيها، وهناك اغتُصبت.
هبّ محامو الوليد إلى نجدته، وحاولوا تقديم قرائن تثبت أنه لم يكن في إيبيزا مُطلقًا وقت الحادثة. عام 2012، تخلّص الوليد من هذه الورطة، حين أغلقت المحكمة الملفّ ضدّه. تجاوب محامو الفتاة بغضب، مدَّعين أنّ قرار القضاة تشوبه “التناقضات والتفسيرات الخاطئة”، التي أدّت حسب ادّعائهم إلى تحريف الحقيقة.
علاقات الوليد مع الولايات المتحدة الأمريكية مُركَّبة. فمن جهة، تبرّع عام 2001 بعشرة ملايين دولار إلى بلدية نيويورك لإصلاح الانطباع الذي نتج في أعقاب تفجيرات 11 أيلول. ومن جهة ثانية، أدّى التعليل الذي قدّمه لهذا التبرّع برئيس البلدية، رودي جولياني، إلى رفض التبرُّع. وفق الوليد، كان التبرُّع يهدف إلى تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية على إظهار سياسة أكثر تسامُحًا تجاه الشرق الأوسط، وسياسة أكثر اتّزانًا تجاه الفلسطينيين. حسب تعبيره في ذلك الوقت، رُفض تبرّعه لنيويورك بسبب “ضغط اليهود”.
فضلًا عن ذلك، تبرّع الوليد في الماضي بمبلغ 17 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال والتسونامي في المحيط الهندي عام 2004، وبمبلغ 16 مليون جنيه استرليني من أجل إنشاء مركز للدراسات الإسلاميّة المعاصرة في جامعة إدنبرة.
عبّر كثيرون في العالم عن إعجابهم بابنة الوليد، ريم. ريم هي ابنة الوليد من زوجته الأولى، الأميرة دلال بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود. غضب الوليد منها، وهو اليوم متزوِّج من أميرة بنت عيدان بن نايف الطويل العصيمي العتيبي. انتشرت صُور ريم، التي تتباهى بثراء والدها في حفلات فاخرة وجولات شراء دون نهاية، في العالم كلّه.