أصبحت قوات حرس الحدود مؤخرًا القوات الأكثر طلبا للخدمة في أوساط المتجنّدين الجُدد في الجيش الإسرائيلي، والذين يرغبون في الخدمة القتالية. هذا ما تُظهره بيانات الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية. وقد اجتازت قوات حرس الحدود بذلك وحدات نخبة أخرى، كان الطلب عليها في الماضي كثيرا من قبل المتجنّدين، ومن بينها لواء جولاني، المظليّين، وغيفعاتي.
يخصص الجيش الإسرائيلي كل عام للعمل في وحدة حرس الحدود آلاف المقاتلين، من بين المجنّدين الجدد في صفوفه. في الماضي كانت هناك صعوبات في ملء صفوف حرس الحدود، بل وفي أواسط التسعينيات اتهم أحد قادة قوات حرس الحدود الجيش بكونه يحوّل إلى وحدة حرس الحدود بشكل متعمّد متجنّدين ذوي بيانات شخصية متدنّية، ولذا يميل أعضاء هذه الوحدة إلى التورّط أكثر في حوادث عنف مع السكان الفلسطينيين.
وينسب الجيش والشرطة هذا الارتفاع الحاد في الخدمة في صفوف حرس الحدود إلى مجموعة من الأسباب، وأهمها تفاقم العنف في الضفة الغربية في السنة الأخيرة، والذي وضع وحدات حرس الحدود في مركز التغطية الإعلامية، وتبعا لذلك في قلب الاهتمام الشعبي.
هناك تفسيرات أخرى ترتبط كما يبدو بالظروف اللوجستية في الخدمة بحرس الحدود، والتي تتم عادة في قواعد ثابتة ومريحة أكثر من ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، وذلك لكون الكثير من المجنّدين يطلبون التطوّع في الوحدات المنتخبة لهذه القوات، مثل وحدة المستعربين، التي يتم تصنيف الالتحاق بها فقط بعد أن يُنهي الجنود مرحلة التدريب الأساسية.
وفقا للمعطيات الأخيرة التي ينشرها الجيش الإسرائيلي فإنّه مقابل كل مكان شاغر في حرس الحدود يتقدّم معنيون لشغل هذه الوظائف ما بين 7 حتى 8 أشخاص. ولكل مكان شاغر في لواء جولاني يتقدم ما بين 5حتى 6 أشخاص، ولكل مكان شاغر في لواء المظليّين يتقدّم 5 متقدّمين.
حرس الحدود هو الذراع التنفيذية للشرطة الإسرائيلية، والذي يهدف إلى توفير الاستجابة للمشاكل في قضايا الأمن الداخلي، مكافحة الإرهاب، مكافحة الجريمة الخطيرة، تأمين المنشآت الحساسة، تأميل المناطق القروية ومنع السرقات الزراعية، ومكافحة أعمال الشغب.
وحدة حرس الحدود هي قوة متعددة المهام تساعد الشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في التعامل مع المشاكل في مجالات تخصصها، وتعمل أيضا كوحدة احتياطية رئيسية للتدخّل الفوري في الأحداث.
تضمن ترتيب القوات في وحدة حرس الحدود، حتى عام 2013، أكثر من 7,000 شخص وهي مؤلفة بشكل أساسيّ من مقاتلين يعملون في وظيفة وسيطة بين الشرطي والجندي. ومعنى ذلك أنّ شرطي حرس الحدود لديه صلاحيات متساوية مع كل شرطي عادي، ولكن هذا ليس مجال اختصاصه، بل القتال كالجندي.
أقيمت وحدة حرس الحدود في البداية في إطار الجيش الإسرائيلي باعتبارها سلاح “الدرك” (حيل هسفار) (وهو جسم أمني تأسس مع قيام دولة إسرائيل وكان من بين مهامه الحفاظ على الأمن في المناطق الواقعة خارج المدن وفي المناطق الحدودية). أقيم هذا السلاح رسميا كسلاح شرطي عام 1953.