يتبيّن من معطيات جمعتها “اليونيسف” (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) حول الوحدة لدى الشبّان أنّ إسرائيل تحلّ في قعر لائحة الدول المتقدّمة من حيث التواصل بين الوالدين والأولاد. فـ 45 في المئة من الشبّان في إسرائيل لا يتحادثون مع والديهم سوى مرّة في الأسبوع، فيما يتحادث 34 في المئة معهم مرّتَين أو ثلاثًا في الأسبوع، ومجرّد 20 في المئة من المستطلَعة آراؤهم قالوا إنهم يتحدثون إلى والديهم أربع مرّات أو أكثر في الأسبوع. وللمقارنة، أظهرت الاستطلاعات أنّ 90 من الأولاد في هنغاريا، إيطاليا، وفنلندا لديهم مناقشات مع والديهم بشكل منتظم.
صحيح أنه في عصر مواقع التواصل الاجتماعيّ، يسهّل الهاتف الذكي الاتصال الفوري، لكنّ الواقع مختلف خارج العالم الرقمي. فنحو 28 في المئة من الشبّان أكدوا أنهم يكونون وحدهم في الاستراحات المدرسية، مقابل 34 في المئة قالوا إنهم لا يكونون وحدهم تقريبًا، و37 في المئة فقط قالوا إنهم لا يكونون وحدهم أبدًا.
ولكن حتى بين التلاميذ الذين أكّدوا أنّ لديهم مَن يتجولون معه في الاستراحات المدرسية، قال 75 في المئة من الشبّان إنهم رغم ذلك يشعرون بالوحدة. ويدّعي واضعو الاستطلاع أنّ الجمع بين هذه المعلومات قد يدلّ على نقص لدى الشبّان في الشعور بالدعم المتبادل والإصغاء، حتى حين يكونون مُحاطين بالأصدقاء.
بالمقابل، أجاب 52 في المئة بالإيجاب عن السؤال إن كانوا محاطين بأشخاص يتفهمونهم، مقابل 28 في المئة أجابوا “أحيانًا”، و15 في المئة أجابوا “قليلًا”.
“معظم التواصل اليوم رقمي، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى المسّ بالمهارات الاجتماعية للأولاد. فمن الأسهل عليهم التواصل في البيئة الافتراضية”، تخبر رئيسة لجنة حُقوق الطفل في البرلمان الإسرائيلي، وتضيف أنّ “مهمتنا هي إيجاد طريقة للتغلّب على الشعور بالعزلة الاجتماعية، والتقريب بين الوالدين وأولادهم”.
وقال المدير العام لليونيسف في إسرائيل، روعي ملاميد، إنّ “إسرائيل هي طبعًا دولة متقدمة تهتمّ بإعطاء لقاحات للأطفال وتمنع الموت المبكر من انتشار الأوبئة، لكن مع ذلك هناك أوبئة أخرى يجب إيقافها. الوحدة هي وباء إسرائيلي يصيب جودة حياة أولادنا، وهي تؤدي حتى إلى الانتحار، الذي هو المسبّب الثاني للموت لدى المراهقين والثالث لدى المراهقات”.