تعتبر حزب “البيت اليهودي” القوةَ السياسية الصاعدة في السياسة الإسرائيلية، ومن المتوقع أن يساهم الحزب بتعزيز حكومة نتنياهو بعد الإنتخابات.
نفتالي بينيت، رئيس الحزب، لا يُظهر تطرفًا دينيًا. ربما كان مُتطرفًا جدًا من الناحية السياساة بآرائه ويعتبره الجمهور اليوم “قائدًا حقيقيًّا” لليمين الإسرائيلي ولكن هناك داخل حزب بينيت من هم أشد منه تطرفًا بكثير.
تبدو محاولة بينيت، بتحويل الحزب إلى قلعة يمينية دينية وعلمانية، فاشلة حتى الآن. رغم أن المُرشحة المحببة على قلبه، أييلت شاكيد العلمانية، تم انتخابها للمكان الأول في الانتخابات التمهيدية، إلا أن علمانيين آخرين في الحزب لم يحظوا بالوصول إلى أماكن جيدة في القائمة. بالمقابل، حافظت الشريحة الدينية المحافظة، الأكثر تطرفًا من بينيت، على قوتها.
بالإمكان توزيع مُرشحي الحزب إلى عدة مجموعات فرعية، بحسب انتماءاتهم الدينية والأيديولوجية، وفق ميولهم في المسائل الاجتماعية أو وفق أصولهم. رغم أن مثل هذا التقسيم لن يكون دقيقًا إلا أن هؤلاء هم الطرز الخمسة الأبرز في حزب البيت اليهودي:
نفتالي بينيت – قائد من جيل الفيس بوك
كما ذُكر أعلاه، يُعتبر نفتالي بينيت قائدًا إنما دون أي تفويض ديني. زوجته علمانية، هو أيضًا قضى فترة طويلة من حياته كشخص علماني قبل أن يعود إلى الدين من جديد. يُمثل بينيت الوسط القوي الصاعد في إطار أفراد الصهيونية الدينية، الذين يُطلق عليهم تسمية “متدينون لايت”، غالبيتهم صغار السن ممن لا يلتزمون كثيرًا بالوصايا، إنما متمسكون جدًا بالأيديولوجية اليمينية.
أكثر من محاولة تحويل إسرائيل إلى دولة دينية، حاول بينيت في السنوات الأخيرة أن يدفع بمساره الاقتصادي للأمام – تعزيز سوق تنافسية ورأسمالية. يقف أيَضًا في مقدمة الحملة اليمينية التي تدعو إسرائيل إلى “التوقف عن الاعتذار” من كل دول العالم عن أفعالها. يدير مُعظم نشاطه الجماهيري من خلال حسابه على الفيس بوك. هكذا أصبح بينيت قائد المُتديّنين والعلمانيين من الجيل الصغير.
الحاخامات
هنالك مجموعة قوية جدًا داخل حزبه وهي الحاخامات الذين يُمثلون السلطة الدينية داخل الحزب. حقق الحاخام إيلي بن دهان نجاحًا كبيرًا في الانتخابات التمهيدية، وهو يُمثل التيار الديني الأكثر تطرفًا – أكثر تدينًا من زعيم الحزب بينيت. سيترشح إلى جانبه في القائمة أيضًا الحاخام أفيخاي رونتسكي، الذي سبق وكان كبير حاخامات الجيش. ينظر مؤيدو الحاخام رونتسكي إليه على أنه يجمع ما بين الجرأة العسكرية والتربية الدينية.
الموظفون
أحد الأوساط القوية داخل الحزب هو وسط الموظفين الذين يهتمون بضمان التدفق الدائم للأموال الحكومية إلى المستوطنات. وزير الإسكان السابق، أوري أريئل ورئيس لجنة المالية السابق نيسان سلومينسكي هما الشخصيتان الممثلتان لهذا الوسط. تُعتبر نائبة الكنيست أوريت ستروك أيضًا ممثلة للمستوطنين.
لهذا سبب فإن شعبيتهم كبيرة داخل الحزب ولكن الجمهور الإسرائيلي الواسع ينظر إليهم على أنهم الذين يستغلون أموال الجمهور. سيستمر بينيت بمحاولة إخفاء هذه المجموعة عن أعين الجمهور، إنما لا بد أنه سيكون سعيدًا بإعطائهم قوة كبيرة خلف الكواليس، وأن يضعهم في مناصب اقتصادية هامة.
العلمانيون
أييلت شاكيد، صديقة بينيت العلمانية، الإعلامي يانون ميغيل ورئيس منظمة “إن أردتم” رونين شوفال هم ممثلو اليمين العلماني في القائمة. لا يُعتبر أي منهم مُتدينًا بشكل واضح، وفي السابق كانوا يُعتبرون هؤلاء الأشخاص داعمين لحزب الليكود بشكل مفهوم ضمنًا.
حتّى الآن لا يبدو أن لهم قوة داخل الحزب ولكن محبة بينيت لهم قد تُعوّض عن ذلك. جاء تجنيد أمثال هؤلاء لحزبه من أجل توسيع حجم الشريحة الداعمة للحزب، وجعل حزب البيت اليهودي أكبر حزب في كتلة اليمين – أكثر من الليكود – ربما في الانتخابات القريبة.
القوة النسائية
في الماضي، كان وجود نساء في حزب ديني صعبًا ومُستحيلا. ولكن يبدو البيت اليهودي في عهد بينيت مُختلفًا تمامًا. تُمثل نائبة الكنيست شولي معلم، التي انضمت لأول مرة للكنيست السابقة وستكون أيضًا في الكنيست القادمة، الوسط النسائي في الصهيونية الدينية بشكل جيد. ستنضم إليها أيضًا سيدة التربية سارة إلياش، وأييلت شاكيد وأوريت ستروك اللواتي ذُكرن آنفًا.
في نهاية المطاف، على الرغم من التنوّع المنظور إلا أننا نتحدث عن وجوه مُختلفة للوسط ذاته – اليمين المتديّن الاستيطاني. الآن علينا أن ننتظر وأن نرى إن كان الجمهور الإسرائيلي سيحترم المُنتخب الذي اصطف خلف بينيت وسيمنحه الثقة. طبعًا، الشخص الذي سيكون أكثر المهتمين باحتمالات نجاح هذه القائمة هو بنيامين نتنياهو.