يعتقد محللون في إسرائيل أن الهجوم الذي نُسب إلى إسرائيل في الأمس في دمشق يهدف إلى إلحاق الضرر بنقل منظومات سلاح من طراز متقدم من سوريا إلى حزب الله. وفقًا لتقارير سابقة، عملت إسرائيل على نحو مشابه في الماضي في عدد من الفرص، كما وتحدث زعماؤها عَلَنًا أنهم لن يوافقوا على نقل الأسلحة المتطورة إلى أيدي حزب الله.
وفقا للتقديرات، كان هدف الهجوم هو إلحاق الضرر بإرسالية سلاح إيرانيّة، كانت معدّة للوصول إلى حزب الله عن طريق سوريا. قد يكون الحديث عن صواريخ بعيدة المدى، معدّة لاستخدام حزب الله لشن هجوم على إسرائيل في مرحلة المواجهة القادمة. في الماضي، تحدث الإيرانيون عن أنهم يزوّدون حزب الله بصواريخ تصل إلى بعد 300 كيلومتر.
وفقا للتقديرات، شنت إسرائيل خمس حتى عشر مرات هجوما جويا على سوريا خلال سنتين. ردت سوريا وحزب الله على ذلك بالتهديدات والتحذيرات. مع ذلك، في السنة الماضية، نفذ حزب الله عددًا من العمليات التخريبية على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وذلك على ما يبدو، انتقامًا على عمليات سرية إسرائيلية ضدّ التنظيم.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن حجم العدوان الذي يظهره حزب الله منذ السنة الماضية تجاه إسرائيل آخذ بالازدياد، وذلك مقارنة بسنوات سابقة، يقدّر الإسرائيليون فيها أن حزب الله لن يبذل جهدًا للمس بإسرائيل لأنه غارق جدًا في الحرب الأهلية السورية.
ومع ذلك، فإن خلفية هذا الهجوم هي استثنائية وتحديدًا بسبب وضع سوريا الدولي الحساس. في صيف 2013، كان يبدو أن الولايات المتحدة على وشك شن هجوم على سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد، ولكنها تبذل اليوم جل جهودها في الهجوم على داعش. في الوقت الذي يبدو فيه أن الولايات المتحدة تبذل جهدًا كبيرًا في إضعاف أكبر أعداء الأسد، لا يبدو أن الأسد سيُهاجم الحليفة رقم واحد في الشرق الأوسط للولايات المتحدة.