ينتصب قصر رملي مهيب من القرون الوسطى وسط الديناصورات والروبوتات مع أبراجه وجسوره المتحركة المصنعة بأدق التفاصيل وفي داخله غرفة فخمة، وهو يقدم على أنه الفندق الوحيد المصنوع من الرمل في العالم وقد فتح أبوابه هذا الصيف في هولندا.
ويضم الفندق غرفة وحيدة واحتاج بناؤه إلى آلاف الكيلوغرامات من الرمل. فقد نحتت الجدران والسقف والتماثيل التي تزين الغرفة بالرمل.
وتقول مود فان لوفن مدير الفندق المقام في اوش في جنوب هولندا “أتت الفكرة من الفنادق الجليدية المقاومة في فنلندا أو السويد”.
في الفنادق الجليدية هذه يأتي السياح من أماكن بعيدة للمبيت فيها على سرير منحوت في الجليد في غرف تنزل فيها الحرارة إلى ثماني درجات تحت الصفر.
إلا أن الظروف ليست بهذه القسوة في اوش، حيث هذا الفندق الذي يندرج، كما فنادق الجليد في السويد وفنلندا، في إطار الفن العابر.
وتوضح فان لوفن “الكثير من الفنانين ينجزون أعمالا ممتازة أن على الجليد أو الرمل فمن هنا أتت فكرة فندق الرمل”.
وقد بني فندقان مماثلان في هولندا أحدهما في الشمال والأخر في الجنوب في إطار مهرجانات سنوية للنحت في الرمل. وفي اوش ضم المهرجان حوالي ثلاثين تمثالا لديناصورات ومستكشفين وروبوتات إذ أن الموضوع هو “رحلة عبر الزمن” في حين أن مهرجان سنيك في شمال البلاد وفر لزواره “رحلة عبر آسيا”.
وعرفت الغرفتان اللتان ستهدمان مع حلول الشتاء إقبالا حقيقيا في صفوف الهولنديين والسياح على حد سواء.
وتؤكد فان لوفن “شكل الأمر للبعض حلم طفولة: أن يناموا في قصر من رمال فيما شكل للأخرين مغامرة فعلية”.
وتضيف “أراد أخرون أن يحتفلوا بمناسبة خاصة بطريقة مختلفة”.
واختار ارفين وهو فني ميكانيكي أتى من بلدة في وسط البلاد أن يحتفل بمرور “12 عاما ونصف العام” على علاقته مع شريكة حياته في هذا “المكان الفريد”. ويوضح لوكالة فرانس برس “أردت شيئا مميزا وتحقيق حلم يعود إلى طفولتي فالنوم في قصر رملي هذا أمر لا يصدق !”.
ومن أجل توفير الراحة التامة، لم يستخدم الرمل في إنجاز أثاث الغرفة التي تكسو سجادة رمادية اللون أرضها.
وقد زينت الغرفة بتماثيل مصنوعة من الرمل تمثل خصوصا الملكة كليوبترا أو رمز مدينة اوش.
وتوضح فان لوفن “بنيت الغرفة أولا بالاستعانة بألواح خشبية رقيقة غطيت بعدها بالرمل. إذا ما لمسنا الجدران نرى أن الرمل صلب إذ أننا أضفنا الصمغ إلى المزيج لنضمن عدم انهيار الجدران”.
لذا لا تتغلغل حبات الرمل إلى داخل حقائب النزلاء بعد تمضية ليلة في هذا الفندق الفريد في اوش في مقابل 150 يورو لليلة الواحدة.
وسيعاد بناء الفندقين العام المقبل بمناسبة مهرجاني النحت في سنيك واوش. وقد تصدر الفكرة إلى دول اخرى مثل بريطانيا والمانيا.