فاز أمس آفي غباي بغالبية 52% مقابل 48% من الأصوات على السياسي الخبير، عمير بيرتس، وأصبح رئيسا لحزب العمل. خلافا لكل التوقعات، نجح غباي الذي انضم إلى حزب العمل قبل عدة أشهر فقط، في كسب تأييد المُنتخِبين وأن يكون مرشح اليسار الإسرائيلي القدم لرئاسة الحكومة.
وحتى وقت قصير، لم يكن آفي غباي معروفا لدى الكثيرين من منتخبي حزب “العمل”. في الواقع، إنه لم يشغل حتى منصب عضو كنيست وقد وصل إلى حزب “العمل” قبل نحو نصف سنة فقط. عندما وصل إلى الحزب رافقه آلاف الداعمين أيضا. بصفته أصبح عضوا في الحزب القديم في إسرائيل منذ وقت قصير فقط وكونه عديم الخبرة السياسية مقارنة بمنافسيه الخبيرَين سياسيًّا، لم يتوقع أحد أن يحظى غباي بنجاح كبير كهذا.
لقد وُلد غباي في القدس بعد سنوات من هجرة والديه المغربيَين من المغرب إلى إسرائيل، وهو الابن السابع من بين ثمانية أولاد. إنه ترعرع في أحياء فقيرة كانت معدّة للقادمين الجدد من إفريقيا الشمالية. إلا أنه استغل الفرصة الكامنة أمامه، ودخل إلى إحدى المدارس الثانوية الجيدة في القدس، وخدم في سلاح المخابرات العريق في الجيش الإسرائيلي. بعد أن درس الاقتصاد وإدارة الأعمال، عمل في مكتب وزارة المالية الإسرائيلي واكتسب خبرة هامة مما ساعده على تحقيق رواتب من ملايين الشّواكل في السوق الخاص لاحقا.
إذا، ماذا فعل في حياته حيث يجعله يفكر في أنه مناسب للترشح لمنصب رئاسة الحكومة أمام نتنياهو؟ غالبًا، هناك لدى رؤساء الحكومة والسياسيين الإسرائيليين الكبار رتب عسكريّة هامة، ولكن غباي ليست لديه رتب كهذه. ولكن لديه ماض وخبرة في مجال الأعمال. فقد عمل في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال وبعد ثماني سنوات عمل في شركة الاتّصالات الإسرائيلية الكبيرة “بيزك” وأصبح مديرها العام. بعد أن شغل منصب مدير عامّ في الشركة طيلة ست سنوات استقال بمبادرته، وذلك بعد أن حظي بتقدير بصفته مدير عامّ نجح في إنجاع نشاط الشركة.
وتُعتبر خبرته السياسية ضئيلة نسبيًّا. غباي هو من مؤسسي حزب “كولانو” الذي كان المفاجئة في الانتخابات الأخيرة برئاسة موشيه كحلون الذي أصبح وزير المالية. شغل غباي منصب وزير البيئة، ولكنه استقال من منصبه بعد سنة وذلك احتجاجا على خدعة نتنياهو السياسية، حيث أقال بشكل مفاجئ وزير الدفاع الخبير عسكريا، بوغي يعلون، وعين مكانه رئيس حزب خصم، أفيغدور ليبرمان، عديم الخبرة.
ولكن عاد أمس غباي إلى الحلبة السياسية الإسرائيلية بشكل كبير. في خطابه بعد الانتصار أمس قال: “كل مَن استبعد أن يصل حزب العمل إلى الحكم، وكل مَن اعتقد أن مواطني إسرائيل قد فقدوا أمل التغيير – فإليكم الإجابة هذه الليلة… يشكل هذا اليوم انتصارا للأمل، عودة إلى الحكمة والقيم الخاصة بنا، تعاطفا واهتماما بالآخر، وبداية طريق. يؤدي هذا الطريق إلى حكم جديد في إسرائيل.
قال غباي لمُنتخبيه: “أعربتم عن رغبتكم في قيادة جديدة، وأنا هنا من أجلكم – قيادة تهتم بجمهور جديد في الحزب. بعد ذلك توجه إلى كل مواطني إسرائيل قائلا: “يعمل الحكم السائد على التفريق بين اليمين واليسار، المتديّنين والعلمانيين، الشرقيين والشكنازيين، اليهود والعرب – لقد عمل على تفرقة المواطنين من أجل بسط نفوذه. هذا هو الوقت المناسب لنا جميعا للتوحد مُجددا. أناشد كل مواطني إسرائيل أن ينضموا إليّ.
في نهاية الخطاب وجه غباي “لسعات” نحو رئيس الحكومة نتنياهو متطرقا إلى التحقيق الذي يُجرى في هذه الأيام في قضية شراء الغواصات، والتي اعتُقِل بسببها مقربو نتنياهو ومحاميه ويتم التحقيق معهم. استقبل الجمهور غباي قائلا بحماس “ثورة!”، ولكن هناك طريق طويلة على غباي أن يجتازها حتى يتنافس على رئاسة الحكومة ضد نتنياهو، ويفوز فيها.