بين بان كي مون، وليد المعلم، جون كيري، وأحمد الجربا، كانت هنالك واحدة اختطفت أنظار جميع مَن شاركوا في مؤتمر جنيف 2. إنّها لونا الشبل، المولودة عام 1975، والمعروفة لأعوام في العالم العربي بأسره، بصفتها المضيفة الجميلة والأنيقة في قناة الجزيرة. وهي الآن محط الاهتمام لكونها المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، بشار الأسد.
بدأت الشبل العمل في القناة عام 2003، بعد أن أصبحت نجمة في التلفزيون السوري، بشكل أساسيّ في برنامج تناول هضبة الجولان، كان عنوانه “من عتمة الاحتلال”. ولا يزال السوريّون يتذكرونها حتى اليوم بفضل ذاك البرنامج الناجح. وأحرزت الشبل عددًا من الإنجازات الصحفية الهامة في صفوف الجزيرة، من بينها مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني، وبث مباشر أثناء جنازة ياسر عرفات عام 2004. ومن أبرز صفحات تاريخها حين أبت لونا الشبل، كصحفية متفانية لعملها، إلا أن تبقى لتغطية بث مباشر من تركيا، رغم أنها قد أصيبت قبل ذلك في حادث طرق.
تزوجت لونا في عام 2008 من زميلها سامي كليب، الذي عمل معها في الجزيرة، ويعمل اليوم في قناة الميادين، التي تعتبر مقربة من حزب الله وإيران. تركت الشبل الجزيرة محدثةً ضجيجًا عاليًا جدًّا، إذ اتُّهمت هي وأربع من زميلاتها بأنهن يرتدين ملابس بشكل “غير محتشم”. استقالت الإعلاميّات الخمس احتجاجًا على الضغط الذي تعرضن له بسبب لباسهن، وتلقين دعما كبيرا من الجمهور العربي.
مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وقفت الشبل بشكل واضح وصريح إلى جانب بشار الأسد، مدعيةً أن الحرب هي استمرار لمؤامرة إسقاط حكم الأسد، التي بدأت خلال عهد رئيس الولايات المتحدة السابق، جورج بوش الابن. لهذا السبب، لم يُفاجأ أحد حين عُيّنت لونا الشبل أواخر العام 2012 متحدثة باسم وزارة الخارجية السورية.
انضمت الشبل قبل أيام معدودة إلى حاشية وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، التي اتجهت إلى مونترو السويسرية للمشاركة في مؤتمر جنيف 2. وكانت صحيفة “الوطن” قد اتهمت هذا الأسبوع الشبلَ بأنها أصبحت “محامية الشيطان”. وجذبت الصورة الضاحكة للشبل الكثير من الانتباه يوم أمس، حينما كان وزير خارجية بلادها، وليد المعلم، يدلي بأقواله اللاذعة ضد بان كي مون. ففي حين عكست صورة وجه المعلم الغيظ والتهجم، فضَّل الكثيرون الصورة الجميلة الباسمة لوجه المستشارة التي جلست خلفه.