ناقش سياسيون إسرائيليون، في الأسابيع الماضية، إمكانية استيعاب لاجئين دروز من سوريا إلى أراضي الدولة. وقد أيّد بعض السياسيين هذه الفكرة. وقال زعيم المعارضة، يتسحاق (بوجي) هرتسوغ: “في سوريا يتم ذبح الكثير من الدروز وهم يتعرضون إلى خطر يهدد حياتهم. لا أطلب إدخال مئات الآلاف، ولكننا نستطيع كجزء من الجهود العالمية أن نُدخل عددا محدودًا”.
وأيد أيوب قرا، الذي يتولى منصب نائب وزير في وزارة التعاوُن الإقليمي الإسرائيلية وعضو الكنيست نيابة عن حزب الليكود، والذي ينتمي بنفسه إلى الطائفة الدرزية- أيد هو أيضًا هذه الفكرة وقال إنّ على إسرائيل استقبال عشرات آلاف اللاجئين من أبناء الأقليات في سوريا، وخصوصا الدروز. وقال: “لا يمكن أن يتجاهل شعبٌ مرّ بتجربة قبل 70 عاما هذا الأمر، مبررا ذلك بأنه ليس شريكا في هذه اللعبة. لا يمكن لذلك أن يحدث”.
وكما نشر من قبل، فقد رفض رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه الدعوات، بزعم أنّ “إسرائيل دولة صغيرة، تفتقد إلى العمق الديمغرافي وجغرافي”.
وبين هذه النقاشات السياسية، لم تتنازل الطائفة الدرزية في إسرائيل واستمرت في العمل وتقديم المساعدة على قدر ما تستطيع للدروز الذين يعيشون في سوريا. ونُشر أمس أن الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، أعلن بأنّ الطائفة قد حوّلت مؤخرا 10 ملايين شاقل من أموال التبرعات إلى إخوانها في سوريا.
وكان نائب الوزير الإسرائيلي، أيوب قرا، مشاركا في تحويل المبلغ إلى الدروز في سوريا. وفي مقابلة أجريناها معه يقول إنّه قد تم جمع المبلغ خلال شهر من قبل أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل وتم تحويله إلى سوريا في الأسابيع الماضية: “10 ملايين شاقل جمعتها الطائفة الدرزية من جميع القرى، من جميع الناس، ومن جميع الجهات، وتم تحويل كل ذلك إلى قيادة الطائفة الدرزية في سوريا”، كما قال.
ويقول قرا إنّه في الآونة الأخيرة تُقدّم أيضًا مساعدات إنسانية للدروز في سوريا من خلال منظمات تطوّعية، ولكن المساعدة المالية الكبيرة التي تم تحويلها إلى أبناء الطائفة الآن هي الأولى من نوعها.
“إنها المرة الأولى التي تتم فيها مساعدة كهذه”، كما قال وأضاف إنّه قد تم تحويل مساعدة مشابهة إلى دروز لبنان عام 1982: “كانت هناك مساعدة مشابهة إلى لبنان، حيث كان الدروز اللبنانيون في حالة مماثلة أيضًا. تم تجنيد الكثير من الموارد لصالح الدروز هناك الذين واجهوا مشكلة مع الكتائب اللبنانية المسيحية”.
هل كان صعبا تجنيد مبلغ كهذا؟
“نسبيا لا. ومع ذلك، فقد شعر الناس أن الطائفة تواجه خطر الاندثار وليس هناك مفر. هذا واجبنا أن نساهم وأن نفعل ذلك من جهتنا”.
هل وصلكم طلب لتقديم المساعدة؟
“نحن لا نحتاج إلى طلب كهذا. إنهم إخواننا وهم يواجهون مأزقا صعبا. منذ اللحظة التي فهمنا فيها أن الأوضاع إشكالية جدا من جميع النواحي، ولا يمكن تحملها، وأنها تشكل تهديدا وجوديا، بدأ الناس بتجميع الأموال. وضعنا صندوقًا واحدا. ووضع الجميع الأموال”.
وكيف تتأكدون أن المال سيصل إلى الجهات التي تحتاجه حقا؟
“نحن على تواصل مع الناس هناك وهم يقومون بعمليات النقل قبل أن تخرج الأموال وبعد أن تصل. نحن على تواصل مع زعماء الطائفة الدرزية في سوريا”.
هل يتم التخطيط لمساعدة أخرى كهذه في المستقبَل؟
“أقدّر أنه ستكون هناك مساعدة أخرى. الآن هي مساعدة مالية، قد أقوم بجمع الأدوية، الغذاء واللباس لهم في وقت لاحق”.
ويقول قرا إنّ الدروز في إسرائيل قلقون على إخوانهم الدروز في سوريا في الكثير من النواحي، ولا يعلم الدروز في سوريا ذلك دائما. “نحن نفعل أمورا من أجلهم دون أن يطلبوها. هذا حتمي. هذه إحدى النقاط المهمة في العلاقة بين الدروز – في ساعة الضيق نعمل من أجل بعضنا البعض حتى لو لم يُطلب ذلك”.