تبادل اتهامات حادة قُبَيل نشر تقرير مراقب الدولة يوم الثلاثاء القادم (28.02.2017) حول استعدادات الجيش للحرب ضد حماس في صيف 2014، والتعامل مع أنفاق حماس التي شكلت تهديدا كبيرا أثناء الحرب الأخيرة على المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
“لا أوافق على الأقوال التي ذُكرت”، قال أمس الأول، رئيس الأركان سابقا، بيني غانتس، الذي كان مسؤولا عن إدارة الحرب، وفق ما نُشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت”. ونشر وزير الدفاع حينذاك، موشيه (بوغي) يعلون، فيلم فيديو في الفيس بوك قال فيه “في الأسبوع القادم ستسمعون الكثير عن عملية “الجرف الصامد”. مَن اهتم بالشؤون السياسية في المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية أثناء الحرب، بشكل غير مسبوق، سيتابع القيام بذلك هذا الأسبوع أيضا. فهم سيقولون إنهم لم يعرفوا عن الحرب، ولم يتم إبلاغهم. والكذبة الأكبر؟ لم نكن مستعدين وخسرنا. هذا هراء”.
في المقابل، اتهم قائد لواء الجنوب سابقا، الوزير واللواء في الاحتياط، يوآف غالانت في تويتر قائلا: “عمل المقاتلون في عملية “الجرف الصامد” ببطولة. ولكن فشل غانتس ويعلون. كان هناك إهمال واستخفاف أثناء الاستعدادات. وتردّد في تفعيل القوات. والآن هما يختبئان وراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية”.
سيتضمن تقرير مراقب الدولة حول الحرب ضد حماس في غزة في صيف 2014، وفق التقديرات، انتقادا ثاقبا حول أداء رئيس الأركان، غانتس وبعض كبار المسؤولين في قيادة الأركان العامة، ومن بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حينذاك، اللواء أفيف كوخافي، الذي يشغل اليوم منصب قائد لواء الشمال. كان يعتبر كوخافي، الذي عُيّن نائبا لرئيس الأركان القادم، مرشحا رائدا لشغل منصب رئيس الأركان. كذلك من المتوقع أن يتعرض وزير الدفاع سابقا، موشيه يعلون، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لانتقادات، من بين أمور أخرى، بسبب أداء المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية أثناء الحرب.
ومن المتوقع ألا يتضمن التقرير توصيات شخصية ضد النخبة العسكرية أو السياسية، هذا وفق تقديرات مَن انتُقِدوا ومن قرأوا مسودة التقرير الأولى.
جاءت الانتقادات ضد نتنياهو ويعلون لأنهما لم يجريا في المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية نقاشات استراتيجية قبل الحرب في صيف 2014 حول الوضع في غزة، وتجاهلا الضائقة الإنسانية فيها، ولم يقدما للكابينيت بدائل سياسية أو إنسانية كان يمكن أن تمنع الحرب، وكانت ستمنعها حقا، وذلك رغم أن نتنياهو ويعلون كانا أول زعيمين أشارا إلى تهديدات الأنفاق في غزة كتهديد استراتيجي منذ كانون الأول 2013.