للمرة الأولى منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في العام 2007، بدأت حركة حماس إصدار كتب دراسية خاصة بها واتباع منهاج دراسي جديد في مدارس القطاع، هذا ما أفادت به صحيفة “النيويورك تايمز”. نحو 55 ألف طالب في المدارس الثانوية انضموا مؤخرًا إلى “منهاج التعليم الوطني” الجديد الذي وضعته الحركة. لا يعترف المنهاج الدراسي الجديد بدولة إسرائيل، ويشير إلى أن أراضي فلسطين تمتد من نهر الأردن إلى البحر المتوسّط، وأن حيفا، بئر السبع، يافا وصفد هي مدن فلسطينية. ويُشار في الكتب الدراسية الجديدة أيضًا إلى أن “الصهيونية هي حركة عنصرية” هدفها طرد كافة السكان الفلسطينيين العرب من الأراضي الواقعة بين النيل والفرات.
إضافة إلى ذلك، لا يكتفي المنهاج الدراسي بتوجيه انتقاد إلى الحركة الصهيونية، وهو يدعي أن الكتب المقدسة التابعة للديانة اليهودية، التوراة والتلمود، هي بمثابة “اختراع”. ويُدّعى أيضًا أن الشعب التاريخي الذي يُدعى “بني إسرائيل” لم يعد موجودًا، ولذلك لا توجد أية علاقة بين اليهود والصهيونيين بأرض فلسطين. ويظهر في الكتب الدراسية، في هذا السياق، أن حائط المبكى (حائط البراق) المقدس في الدين اليهودي هو أرض وقف إسلامية.
يشكّل موضوع المنهاج الدراسي في السلطة الفلسطينية، منذ وقت، مصدرًا لتوتر كبير بين إسرائيل وبين السلطة الفلسطينية. تعتبر إسرائيل الكتب الدراسية الفلسطينية مصدرًا للتحريض، يشهد على عدم استعداد السلطة للتقدم في عملية السلام. وقال مدير عام وزارة الشؤون الاستراتيجية، يوسي كوبرفاسر، أمس لموقع “المصدر” إن المنهاج الدراسي الجديد هو جزء من جهد حماس العام لترسيخ سيطرتها على قطاع غزة في السنة الماضية على ضوء زيادة الاحتكاك بين الحركة والسكان المدنيين وعلى ضوء “أزمة الهوية” التي تتعرض لها حماس في السنة الفائتة.
“لا يُتوقع حاليًا أن تنشأ حركة “تمرّد” في غزة تكون أشبه بالتمرد في مصر”، قال كوبرفاسر وأضاف “ولكن السكان غير راضين أبدًا عما يحدث في غزة”. على حد أقواله، المنهاج الدراسي الجديد التابع لحماس هو وسيلة متطورة لإكساب الجيل الجديد من سكان القطاع، أيديولوجية الحركة، ولتقليل الشعور بالمرارة بين أوساط سكان القطاع في السنة الفائتة.