“30 ألف تذكرة لحفلة المطرب عومر آدم في ملعب كرة القدم الجديد في حيفا اختطفت خلال ساعة” أفادت الصحف الإسرائيلية شهر مارس من هذا العام، معلنة أن المطرب المذكور هو الملك الجديد، بلا منازع، لموسيقى البوب – الشرقي الإسرائيلي. في الحقيقة، الصحف والمجلات ومواقع التواصل في إسرائيل تتحدث عن “ظاهرة” موسيقية غير مألوفة، وصوت شرقي – غربي لم تشهد مثله إسرائيل من قبل.
ففي زمن يقاس فيه نجاح الموسيقار بعدد الألبومات التي باعها، ظاهرة عومر آدم منقطعة النظير لأنه حطم أرقاما قياسية ليس فقط على ألبوماته، وإنما على الطلب الهائل لحفلاته. التذاكر تنفد بسرعة البرق وكل من يحمل بيده واحدة فهو محظوظ. الشرك الضخمة في إسرائيل، شركات الاتصالات والبنوك ودور الاستثمار والمؤسسات الحكومية الكبرى، تتقاتل على حفلاته وتنتظر في الطابور ليصل عومر آدم إليها. حتى أنه فكّر مرة في اعتزال الفن لكثرة العمل. من يكون؟
كان من المفروض أن يكون قائدا كبيرا
العجيب في قصة آدم أنه ولد في الولايات المتحدة وترعرع بعدها في بلدة محسوبة على اليهود الأوروبيين وليس له وللشرق كثيرا. وكان متوقع لهذا الولد أن يتقلّد منصبا مرموقا في الجيش الإسرائيلي مثل أفراد عائلته من جانب والده، فهو سليل عائلة جنرالات وقادة كبار في الجيش الإسرائيلي، آخرهم الجنرال في التقاعد أودي آدم الذي كان قائدا للمنطقة الشمالية في فترة الحرب اللبنانية الثانية.
لكن صوت آدم وموهبته غيّرا البرامج..
بداية قاسية
التجربة الأولى في الغناء المحترف لآدم كانت قاسية. فبعد أن تألق على منبر برنامج “أحلى صوت” في إسرائيل، وتوقع له الجميع أن يصل النهائيات ويفوز بالقلب، أعلن البرنامج إبعاده. والسبب أنه خدع المنظمين بالنسبة لعمره، فقال إنه يبلغ ال16 من العمر وهو ما زال 15 عاما ونصف، مخالفا شروط المسابقة.
لكنه أعلن في مقابلة تلفزيونية آنذاك أن الحادثة ليست النهاية بالنسبة له، وإنما البداية.. بداية مشوار فني ليس له مثيل في إسرائيل، حيث سيتربع هذا الشاب على عرش البوب الإسرائيلي الشرقي.
وبالفعل، استطاع آدم وهو دون ال18 أن يحيي حفلا في القاعة المحفوظة لكبار المطربين الإسرائيليين، في منطقة قيسارية. يومها فهم الجميع أن لا شيء يمكنه بعد أن يقف في طريق عومر آدم.
ما هو سر نجاحه؟
“عومر آدم منقطع النظير. غناؤه الشرقي أفضل من غناء جميع المطربين الشرقيين في إسرائيل. وغناؤه الغربي أفضل من غناء جميع المطربين الغربيين”، قال عنه المطرب الكبير أفيهو مدينا، المدير الفني لعملاق الطرب الإسرائيلي الشرقي، زوهر أرغوف.
حين يتحدث النقادون الإسرائيليون عنه فهم يشددون على أن صوته منقطع النظير. فهو يملك صوتا ذا مساحات وطبقات غير عادية. يؤدي الغناء الشرقي بسلاسة، وينافس مطربين مشهورين في إسرائيل مثل: إيال غولان. ويؤدي الغناء الأجنبي دون منازع. ويجمع الناقدون على أن صوت آدم يجمع الخشونة والنعومة في آن، والشرق الغرب في آن. فبإمكانه أن يغني أي لون بسهولة وبلباقة.
إضافة إلى موهبته الفنية، شخصيته ساحرة. يتسم بالتواضع، والبساطة. شاب مؤمن ويحترم الشريعة اليهودية. في حادثة أثارت ضجة في إسرائيل، رفض آدم تقديم عرض في يوم السبت، خشية من انتهاك قداسة هذا اليوم. ولا يخفى أن ذلك يزيد من حب الناس له ولغنائه في إسرائيل.
يحافظ على سمعة طيبة ولا يتحدث عن المال رغم أنه من أكثر المغنيين في إسرائيل ثراءً. ويحظى بإدارة ممتازة. فوالده كان يرسل معه وهو عمره 16 سنة، حراس خاصة لكي يتأكدوا أنه ينهي العرض ويعود إلى بيته.
محبوب الجميع
ظاهرة عمور آدم ليست مسبوقة في إسرائيل. فمعظم المطربيين لاإسرائيليين المشهورين محسوبون على فئة معجبين معينة. فتجد هذا محبوب عشاق الطرب الشرقي، وتجد هذاك محبوب عشاق الغناء الهادئ ومن هذا القبيل. أما آدم فهو محبوب الجميع.
الشباب الصغار والكبار، والبالغون، والمتقدمون في السن، يحبونه ويستمعون إلى أغانيه دون توقف. في كل ألبوم له هناك أغنية تتحول إلى الأكثر تداولا في إسرائيل. ولا يوجد شخص في إسرائيل لا يجد له أغنية يحبها من الأعمال الفنية الثرية الذي قدمها إلى الفن الإسرائيلي.