في هذه القصة ليس هناك لحظة من الإلهام، أحداث خارقة أو تفكير عميق أدى إلى عالم الموسيقى. تعلمت ريف كوهين الرقص والعزف على البيانو في سنّ أربع سنوات، درست اتجاهات الفنون والموسيقى في المدرسة الابتدائية والثانوية ولحّنت أغنية في سنّ ثماني سنوات. عاشت في بيئة موسيقية، وتدفقت الموسيقى في عروقها منذ ذلك الحين. في سنّ سبع سنوات، ظهرت في شريط قصص للأطفال معروف بشكل خاص، “كالكبار”، جنبًا إلى جنب مع أكبر المغنين في إسرائيل، أريك آينشتاين. وفقا للأدلة، ففي كل مكان نمت فيه موهبتها كان والداها (كانت والدتها شاعرة ووالدها مالك عقارات وصاحب معرض للفنون) يمكنانها من حرية الاختيار لتثري نفسها وتزداد ذكاءً.
وبعد أن درست الموسيقى لمدة عامين في الجامعة، زادت من وتيره حفلاتها، التي كانت قليلة جدًّا في السابق، وبدأت تظهر في العروض والمهرجانات، في إطار تأليفات ومشاريع أكثر. ودومًا، كان يجمع النمط بين البوب الفرسي مع الموسيقى الشمال إفريقية، من المغرب والجزائر، وموريتانيا وتونس. وكانت الأغاني مصحوبة دومًا مع رقصة تويست المثيرة للاهتمام من عالم الإيقاعات الطلائعية.
تغرد ريف كوهين بنعومة بأغنية “BelleMode”:
انتقلت عام 2008 لأول مرة إلى باريس، وكانت جزءًا من بيت الفنانين الناجح، Cité des arts international، والذي أمضت فيه أكثر من عام، وفازت خلاله بمنحة إعانة. ونفذت مشروعها النهائي – وهو أداء واحد منفرد – مع العازف وينست سيغل، وخلال تلك الفترة بدأت بتعزيز النمط الفرنسي، بما في ذلك الأزياء المناسبة والتسريحة الفرنسيّة الكلاسيكية. برزت من خلال أغنياتها كصوت فريد، والذي لم يُسمع مثله ويمزج تلك الأنواع، والتي تبدو أنها متباعدة عن بعضها البعض. بالنسبة لواقع ريف كوهين، فهما متقاربان جدّا.
استمعوا لأغنية J’aime، حيث يمكن من خلالها رؤية حركتها الطبيعية، باعتبارها راقصة:
عادت إلى إسرائيل عام 2011، لإعادة تنظيم نضالها كي تبني نفسها كموسيقية مبدعة ومهمّة. وبالفعل في عام 2012 حقّقت اختراقا كبيرًا. أبصر أول ألبوم لها، A Paris، النور وحقق نجاحًا ضخمًا، حتى لدى الجمهور الإسرائيلي، ولدى الجمهور الفرنسي على حد سواء. وكانت الأغنية التي تحمل اسم الألبوم تُسمع في محطات إذاعة مهمّة، وهكذا طرقت أوسع أبواب النجاح. استمرت ريف في الظهور بالنوادي، وتحديدًا في إسرائيل وأحيانًا في فرنسا، والغناء بصوتها الإبداعي وأغنياتها غير المتوقعة، والتي تخترق عميقًا العقل والروح.
الطبول الأفريقية والصوت يغرّدان سوية، وهما الأغنية الأشهر لريف، والتي اجتاحت فرنسا، A Paris:
بعد أن حظيت باعتراف من قبل التيّار الثقافي الرئيسي، حين سخّنت ظهور Red Hot Chili Peppers في إسرائيل، بل وشاركت في برنامج اكتشاف المواهب في قناة للأطفال، فقد اقترح عليها العرض الكبير: التوقيع مع شركة تسجيلات معروفة في فرنسا، وهي فرع لـ Universal. قبلت ريف العرض دون ترّدد، ونقلت مكان سكنها مرّة أخرى إلى فرنسا.
هذه المرة، قد عرفت وفهمت أمورًا لم تكن سابقًا واضحة لها. أصبحت هويّتها أكثر وضوحًا. إنها تفهم أنها ليست فرنسية، رغم تصنيفها بأنها طفلة من عائلة تتحدث الفرنسية في إسرائيل، ولكنها إسرائيلية ذات جذور شرق أوسطية. لقاء الثقافات. المطربة هي على غرار الموسيقى الخاصة بها؛ كم هذا الأمر لطيف ومثير للاهتمام. وماذا يخبّئ لها المستقبل؟ ليس واضحًا. هل ستبقى هذه المرّة في فرنسا؟ أو ربّما تعود مرة أخرى إلى إسرائيل، وتفضّل أن تكون رأسًا للثعالب، بدلا من أن تكون ذنبًا للأسود. سنهتم بالأمر، مع أملنا بنهاية رومانسية مع قبلة فرنسية.
وإن كنتم تتساءلون: إنها تتقن الغناء بالعبرية أيضًا. هنا، في أداء لأغنية بوعاز شرعبي، باميلا: