تستعر إسرائيل حول قرار وزير الداخلية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي يأمر بإغلاق المحلات التجارية في مدينة تل أبيب في يوم السبت أيضًا. تمتّعت تل أبيب حتى الآن بصورة “المدينة التي لا تنام”، والتي تعمل فيها معظم المحلات التجارية على مدار الأسبوع، وكلّ ساعات اليوم. أما في سائر البلاد فالوضع يختلف؛ حيث تغلق المحلات التجارية أبوابها في أيام الجمعة بعد الظهر وتُفتح مرّة أخرى فقط يوم الأحد، كما تقتضي وصايا الديانة اليهودية.
وفقًا للديانة اليهودية، فإنّ يوم السبت هو يوم مقدّس، ولذلك لا يجوز العمل فيه في أي عمل تجاري. ولكن في تل أبيب، التي تحافظ منذ سنوات على طابع علماني واضح، هناك قانون بلديات يسمح بفتح المحلات التجارية أيضًا في يوم السبت. ولكن يُلزم قرار وزير الداخلية الجديد بإغلاق المحلات التجارية يوم السبت، ويسمح بفتحها فقط في أماكن محدّدة. وبهذا يسعى ساعر إلى تطبيق القوانين المعتادة في كلّ البلاد.
كانت ردود الفعل في تل أبيب غاضبة. قال رئيس البلدية، رون حولدائي، إنّ القرار يمسّ بطابع المدينة: “ويعيد تل أبيب ودولة إسرائيل كلّها إلى عشرات السنين للخلف”. ووفقًا لرئيس بلدية تل أبيب: “سنستمرّ في الحفاظ على تل أبيب كمدينة لا تنام وسنعمل بكلّ الوسائل المتاحة لدينا من أجل الحفاظ على طابعها”.
لماذا اتخذ ساعر – الوزير العلماني والمواطن في تل أبيب – هذه الخطوة؟ يعتقد محلّلون سياسيّون إسرائيليّون أنّ هذه الخطوة هي جزء من برنامج ساعر لتحدّي زعامة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والترشّح لمنصب رئيس الحكومة بنفسه. وفي هذه الخطوة، يلقى ساعر دعم الأحزاب الدينية في إسرائيل، والتي قد تكافئه وتدعم ترشّحه لرئاسة الحكومة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد انتشرت مؤخرًا أنباء تفيد أنّ ساعر وزوجته الإعلامية جئولا إيفن يقتربان من الوصايا الدينية. قبل نحو أسبوع، نُشر أنّ ساعر نفسه بدأ بالحرص على وصية مراعاة يوم السبت، لا يسافر بسيارته ولا يردّ على المكالمات في اليوم المقدّس.