أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “معًا” أن رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات مع إسرائيل، صائب عريقات، قد قدم استقالته. جاء ذلك في أعقاب الإعلان الإسرائيلي عن البناء خارج الخط الأخضر، كتعويض عن إطلاق سراح المخربين. على حد أقواله، “لا تفي إسرائيل بوعودها في العملية الدبلوماسية”.
وجاء مساء أمس في وسائل الإعلام الإسرائيلية (القناة الثانية) أيضا أن عملية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينية مقابل الإعلان عن بناء إسرائيلي إضافي في الضفة الغربية والقدس، قد تم تنسيقه مسبقًا بين الجانبَين وقد أبلغوا به قبل إخراج الدفعة الثانية من إطلاق سراح الأسرى إلى حيز التنفيذ.
لم يقبل رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن الاستقالة. وقد تراجع عريقات حاليا عن استقالته وأبلغ أنه سيشارك في اجتماع المفاوضات الذي سيجري في الأسبوع القادم. وقال عريقات الأسبوع الماضي إن “المفاوضات لا تتقدم لأن السلطة في إسرائيل تقضي على أي احتمال للسلام”.
وتستغرب مصادر إسرائيلية توقيت إعلان عريقات ويدعي بعض المحللين أن الإعلان عن الاستقالة قد جاء كخطوة تكتيكية قبل زيارة كيري المتوقعة للمنطقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس (الخميس) أن كيري سوف يزور المنطقة في الأسبوع القادم. وفي جولته المكوكية، التي ستتواصل من الثالث من تشرين الثاني وحتى الحادي عشر منه، سوف يزور كيري إسرائيل، السلطة الفلسطينية، المملكة العربية السعودية والأردن. وقد جاء في إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أن كير سوف يلتقي مسؤولين إسرائيليّين وفلسطينيين بهدف مناقشة الوضع في المنطقة وكذلك المسألة الإيرانية.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت أمس عن معارضتها لإعلان إسرائيل عن بناء 1,500 وحدة سكنية في القدس الشرقية، وهو بناء تم الاتفاق عليه في الحكومة كجزء من صفقة إطلاق سراح الأسرى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن الحديث لا يجري عن “خطوة تخلق جوًا جيدا للمفاوضات. ونحن نعارض هذه الخطوة”. كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قرار الحكومة بناء 1,500 وحدة سكنية خارج الخط الأخضر.
على الرغم من ذلك، أوضحت ساكي أنه من المهم أن يواصل الطرفان جدول المواعيد لحل الأزمة. “إن الحقيقة أن الطرفين يواصلان المفاوضات وهما ملتزمان بالمحادثات وتسريعها هو أمر مهم. إطلاق سراح الأسرى هي خطوة صعبة ولكنها ضرورية بهدف ضمان نجاح المحادثات”.