حدث ذلك عشية الخامس من آب عام 2014، حيث سيطر “المغول الجدد” – وفق ما تتم تسمية مقاتلي داعش في العراق – تقريبا دون أية مقاومة على سهل نينوى شمال العراق. لقد سقطت مدينة الموصل – نينوى القديمة، المدينة العظيمة، عاصمة مملكة آشور القديمة – قبل ذلك، في العاشر من حزيران عام 2014.
وليس صدفة أن تُجرى مقارنة بين داعش والمغول، الذين دمّروا في القرن الثالث عشر هذه المنطقة من البلاد وكذلك الإمبراطورية العربية المجيدة. يتحدث المؤرخون عن المغول المحتلّين باعتبارهم متوحّشين، لم يتردّدوا في قطع الرؤوس وأدوا إلى هرب جماعي، ممّا حوّل المقاطعات المزدهرة إلى قِفار.
وكان الغزاة البرابرة في ذلك الحين وثنيين؛ واليوم، فإنّ مسلّحي داعش يعملون باسم الإسلام وللمفارقة فهم يرفعون أعلام الخلافة العباسية السوداء والتي دُمّرت في النهاية على أيدي المغول. ولكن النتيجة ذاتها.
فمعظم القرى والمدن الإحدى عشرة في سهل نينوى، حيث عاش اليزيديون، التركمان المسيحيون وأبناء الطائفة الآشورية، فُرّغت من سكانها قبل أيام معدودة من الاحتلال. وبعد سقوط الموصل وهرب القوات العراقية المسلّحة وقوات البشمركة الكردية من المنطقة، لم يشكّ في المنطقة أنّ ليس هناك من يوقف وباء داعش.
تم الحديث كثيرا عن الأكراد واليزيديين وبتوسّع. وتضطهد داعش الآشوريين اليوم بل وتم الحديث مؤخرا عن قوة نسائية مسيحية – آشورية تعمل مع قوات الثوار السوريين لإسقاط الدولة الإسلامية، ولكن من هم الآشوريون؟
10 حقائق مثيرة للاهتمام عن الآشوريين
1.الآشوريون هم مجموعة عرقية تتحدث الآرامية الحديثة ودينها هو الدين المسيحي.
2.ويعيش معظم الآشوريين اليوم بشكل أساسيّ في شمال العراق، ولكن في جنوب شرق تركيا، في أذربيجان، كردستان وشرق سوريا أيضًا. وهناك الكثير من المغتربين في أوروبا والولايات المتحدة.
3.دينيًا، فهم ينتمون إلى عدة كنائس من بينها الكنيسة الآشورية. المشترك لدى جميعهم هو استخدام اللغة السريانية القديمة كلغة الصلاة.
4.وينبع اسم الآشوريين نسبة إلى الشعب الآشوري القديم، ولكن لا يقبل جميعهم هذه التبعية. ويفضّل بعضهم أن يسمّوا “الكلدان” (نبوخذ نصر الثاني هو الملك الأشهر للإمبراطورية الآشورية)، بينما يفضّل آخرون أن يسمّوا الآراميين أو السريان (على اسم الكنيسة السريانية).
5.بنى الآشوريون الكنائس، وترجموا الكتاب المقدّس إلى السريانية، وكذلك كتابات أرسطو وكلوديوس. وقد انتقلت عن طريق الآشوريون العلوم اليونانية، الفلسفة والطبّ إلى العرب.
6.واضطهدت “تركيا الفتاة” التي سيطرت على الإمبراطورية العثمانية في سنواتها الأخيرة الآشوريين، كأقلية مسيحية. وقد بدأ طردهم من منازلهم بدءًا من عام 1914. فخلال العام 1915 قُتل نحو 750,000 آشوري، والذين كانوا يمثّلون نحو ثلاثة أرباع السكان الآشوريين في المنطقة. أما الجالية الآشورية الصغيرة التي ظلت في جنوب شرق تركيا فقد خرجت من هناك بدءًا من السبعينيات مع تطوّر الصراع بين الحكومة التركية والأكراد في المنطقة.
7.تعرّض الآشوريون للاضطهاد في العراق وإيران أيضا. ومؤخرا، مع سقوط نظام صدام حسين في العراق، ازداد انعدام الأمن لدى الجالية الآشورية في شمال العراق، وهاجر الكثير منهم إلى الغرب. هناك تمثيل صغير للجالية الآشورية في البرلمان العراقي، على شكل الحركة الديمقراطية الآشورية.
8.ويعيش اليوم وفقا للتقديرات أكثر من 3 ملايين آشوري في جميع أنحاء العالم. فبعضهم في الولايات المتحدة (جالية كبيرة بشكل خاصّ، نحو 80,000 نسمة، تعيش في شيكاغو). بالإضافة إلى ذلك، ففي أوروبا أيضا هناك جالية كبيرة من الآشوريين، وخصوصا في السويد، ألمانيا وروسيا.