لا تبدو نهاية الحرب في سوريا في الأفق، وكذلك موجة اللاجئين والجرحى الذين يغادرون مناطق الدولة المتصدعة. ويشعرون في إسرائيل أن علاج أكثر من 1400 جريح، أصبح غير محمول. على سبيل المثال، في مستشفى زيف في صفد، يذكر المرضى وأبناء عائلاتهم وكذلك أعضاء الكادر الطبي حالات تأجيل عمليات جراحية، ونقص في الأسِرّة للمكوث وحالات إنسانية صعبة.
بدأت تُمنح المساعَدة للجرحى السوريين بصفتها عملا إنسانيًّا جاء بموجب قرار الحكومة الإسرائيلية، وفي شهر شباط 2013، وللمرة الأولى، وصل إلى مستشفى “ريفكا زيف” في صفد سبعة جرحى سوريين أصيبوا في المعارك في الحرب الأهلية عبر الحدود. ما بدأ حينها، قبل نحو سنة ونصف، كتقديم مساعدة أصبح اليوم مشهدا مألوفًا.
تمت معالجة أكثر من 1400 جريح سوريّ، مقاتلين، رجال، نساء وأولاد في مستشفيات في الشمال، ووصل إلى مستشفى “زيف” 425 جريحًا. يعتقد المرضى وأبناء عائلاتهم وأفراد الطاقم الطبي أن العلاج يتم أحيانًا على حساب متلقي العلاج الإسرائيليين.
يتحدثون في قسم العظام في المستشفى عن الوضع في القسم: “جروح الجرحى السوريين صعبة جدّا، وهناك صعوبة كبيرة في معالجة الجرحى لأنه ليس هناك أي شخص بجانبهم ليقدم لهم المساعدة مثل المرضى الإسرائيليين، ولذلك يقع العبء علينا. هناك حاجة لإطعامهم ومساعدتهم في كل شيء والذي من المفترض أن “يقوم” به أحد أفراد العائلة، تقول واحدة من أفراد الطاقم.
يذكرون في المستشفيات أنه عندما يحتاج جريح بحالة صعبة إلى سلسلة من العمليات الجراحية لإنقاذ الحياة بشكل فوري، فيؤدي ذلك إلى إلغاء أجراء عمليات للمرضى الإسرائيليين، وثم الانتظار حتى موعد جديد.
يرافق كل هذه الأمور عدم قدرة الطاقم الطبي على مواجهة معاناة الألم الصعبة والحزن لمتلقي علاج سواء كان شاب مقاتل في صفوف المتمردين أو ولد صغير أو امرأة ثكلت عائلتها.