أحرز المتمردون تقدما في عدن ثاني مدن اليمن حيث ينتظر آلاف السكان عمليات الإغاثة، في حين لم يصدر أي رد سعودي على طلب موسكو وقف الضربات الجوية ضد الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم إيران.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، طلبت طهران مساعدة سلطنة عمان في التوصل إلى وقف “فوري” لضربات التحالف العربي الذي يشن منذ 26 آذار/مارس الماضي حملة بقيادة السعودية ضد المتمردين في اليمن.
وعمان التي تقيم علاقات جيدة جدا مع إيران، هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تشارك في التحالف.
وأفاد المصدر ان وكيل وزارة الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، سلم مسؤولين عمانيين الجمعة رسالة تؤكد “ضرورة المساعدة في وقف الهجمات على اليمن فورا ومنع امتداد الحرب إلى المنطقة”.
ميدانيا، ورغم الضربات الجوية، حقق الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، تقدما خلال الليل في المعلا، في وسط عدن، وسيطروا في الساعة الثالثة (منتصف الليل تغ) على مقر الإدارة المحلية وضمنها مكتب المحافظ.
وأفاد شهود أن المتمردين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم وأضرموا النيران في عدد من المباني والحقوا أضرارا بأخرى. وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء إغاثة مطالبين بوقف القصف الذي دفع بعشرات العائلات إلى الفرار من منازلها.
إلى ذلك، توقف بث “تلفزيون عدن” الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن البث بعد ظهر الأحد إثر قصف بقذائف الهاون نسب إلى المتمردين الحوثيين وحلفاءهم.
وقال مسؤول في القناة ل “فرانس برس” إن المبنى حيث مقر التلفزيون، في وسط عدن، أصيب “بأضرار لكن ليس هناك إصابات”.
والقناة إقليمية تابعة للتلفزيون الرسمي اليمني.
من جهة أخرى، قتل خمسة أشخاص وأصيب 14 آخرون في اشتباكات بين المتمردين واللجان الشعبية الرديفة للجيش الموالي للرئيس اليمني اللاجئ في السعودية.
ويحاول المتمردون السيطرة على عدن حيث استولوا الخميس الماضي على القصر الرئاسي قبل أن ينسحبوا منه فجر الجمعة تحت وطأة الغارات التي شنها التحالف.
وأثّر ضغوط تمارسها المنظمات الدولية غير الحكومية القلقة من الأوضاع الإنسانية بسبب الغارات والمعارك التي أوقعت مئات القتلى، أعلن التحالف العربي أمس أن طائرتين للصليب الأحمر ستصلان اعتبارا من الأحد.
وقد طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إقرار هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لإيصال المساعدات.
لكن المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري قال في إيجازه اليومي مساء الأحد “تم تحديد رحلة للصليب الأحمر عند التاسعة صباح اليوم لكن لم يحضر أحد (…) وطلبوا تأجيل الرحلة”.
وأضاف أن “مصر كانت على جدول اليوم لإجلاء رعاياها لكنها اعتذرت لأن عددهم أكثر مما تستوعبه الطائرة”.
واتهم عسيري “الحوثيين بمنع هبوط طائرة لإجلاء رعايا السودان من صنعاء”.
وبالنسبة لعدن، قال المتحدث إن “الحوثيين يقصفون المساكن عشوائيا بهدف ترويع المدنيين” مؤكدا الاستمرار في “دعم المقاومة وتم إسقاط مواد لوجستية للجان التي تعيد تنظيم صفوفها”.
وختم عسيري مشيرا إلى أن الحوثيين “يحفرون خنادق على الحدود مع السعودية (…) وتم استهداف معسكر تنطلق منه هجمات على الحدود” مع المملكة.
على الصعيد الدبلوماسي، لم تتخذ السعودية موقفا رسميا حيال طلب روسيا التوصل إلى هدنة إنسانية من خلال مشروع قرار قدمته إلى مجلس الأمن الدولي.
وأعلنت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي الأردنية، دينا قعوار، أن دول المجلس بحاجة إلى “وقت للتفكير” في مشروع القرار. ويشارك الأردن في التحالف العربي الذي يضم تسع دول للدفاع عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
في مجال آخر، أعلنت اللجان الشعبية استعادة السيطرة الأحد على مدينة لودر التي كانت خاضعة لسيطرة المتمردين في محافظة ابين الجنوبية.
وأكد القيادي في اللجان علي عيده استعادة السيطرة على المدينة بمساعدة القبائل بعد هجمات على مواقع المتمردين في وسط المدينة مشيرا إلى انسحابهم إلى موقع عسكري جنوب لودر.
وكانت اللجان الشعبية أعلنت في وقت سابق اليوم سقوط 24 قتيلا بينهم 21 من المتمردين في المعارك العنيفة في المدينة.
وتركزت المعارك في جنوب لودر على الطريق التي تربط بين محافظتي ابين والبيضاء.
وفي المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، تشهد الأوضاع مزيدا من التدهور منذ سيطرة تنظيم القاعدة الجمعة الماضي على المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة.
وقالت مصادر قبلية إن اشتباكات دارت اليوم بين الجنود ومسلحي حلف قبائل حضرموت الذين دخلوا المكلا في محاولة لصد مقاتلي القاعدة.
وأكدت المصادر مقتل جنديين وأحد مسلحي القبائل.
إلى ذلك، تعمل السلطات السعودية المختصة على إزالة 96 قرية مهجورة على الحدود مع اليمن خشية تحولها إلى أوكار للمتسللين.
وأكدت صحيفة “الحياة” أن هذ القرى خالية من سكانها البالغ عددهم 15 ألف
نسمة إثر نقلهم إلى إسكان الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد المعارك مع الحوثيين العام 2009.
وأشار إلى أن عناصر حرس الحدود “يقومون يوميا بمهمات تفتيش وتمشيط أمنية واسعة للمنازل على الشريط الحدودي”.
يذكر أن ثلاثة من عناصر حرس الحدود السعوديين قتلوا في إطلاق نار مصدره الأراضي اليمنية الأربعاء والجمعة اثناء تواجدهم في مركز الحصن في منطقة عسير جنوب غرب المملكة.