على ضوء ادعاءات تمييز ثقافة الشرق في المناهج الدراسية الإسرائيلية وتهميشها، بادر وزير التربية الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى إقامة لجنة برئاسة الشاعر إيرز بيطون المولود في الجزائر من أصول مغربية، بهدف صياغة توصيات حول التغييرات المطلوبة. وصف رئيس اللجنة هذه الخطوة أنّها “خطوة تاريخية لمرة واحدة ذات أهمية بعيدة الأمد”.
وقد نُشرت استنتاجات اللجنة مؤخرا، وأثارت ضجة كبيرة في الإعلام الاسرائيلي على ضوء ثوريتها. من بين توصياتها: إلزام تعليم الشعر الشرقي بل المترجم من العربية إلى العبرية، على سبيل المثال الشاعر العراقي سمير نقاش، إقامة كلية جديدة للعلوم الإنسانية والتي ستتناول دراسة تراث الجاليات اليهودية من البلدان الإسلامية، إقامة متاحف حول تراث جاليات مثل يهود العراق ويهود ليبيا، وكذلك – تنظيم رحلات للشبيبة إلى البلدان الإسلامية التي كانت فيها جاليات يهودية، ومن بينها المغرب.
يندرج في قائمة الشعراء التي صاغتها اللجنة من القرن الثالث عشر وحتى أيامنا، والذين أوصت بتعلّم قصائدهم، شعراء من المغرب والجزائر، إسبانيا، العراق وليبيا، والذين كتب بعضهم بالعربية وتُرجمتْ قصائدهم أو ستُتَرجم إلى العبرية.
وهناك توصية ثورية أخرى وهي إدخال موضوع أطفال اليمن المختَطَفين إلى المناهج الدراسية. يدور الحديث عن فضيحة أثارت ضجة في البلاد منذ عشرات السنين وفي السنوات الأخيرة تبيّنت فيها تفاصيل إضافية، تشير إلى أن المؤسسة الإسرائيلية، كما يبدو، ظلمت اليهود الذين هاجروا من الدول العربية، والكثير منهم من اليمن، ظلما كبيرا، ودعمت إخفاء أطفالهم في ظروف ليست واضحة تماما حتى يومنا هذا. استُبعدت هذه الفضيحة من الخطاب العام والإعلامي في إسرائيل على مدى سنوات، ولكن يبدو أنّها ستصبح الآن جزءًا من المناهج الدراسية الرسمية، ولن يتمكّن أي خرّيج من النظام التعليمي الإسرائيلي إنكارها.
تُقدّر تكلفة تطبيق هذه التوصيات بنحو مليار وربع شاقل خلال خمس سنوات، أي 250 مليون شاقل كل عام. هذا المبلغ ضخم بالنسبة لوزارة التربية، وسيشكل تطبيق هذه التوصيات تحدّيا كبيرا أمام وزارة التربية، ولذلك عليها تحديد سلّم الأوليات لتطبيقها وفق إمكانيات ميزانياتها.