للمرة الأولى، منذ العملية التي نُفّذت في المعبد اليهودي “شجرة الحياة” في بيتسبرغ، والتي أسفرت عن مقتل 11 مصلٍ يهودي، سيزور رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، بيتسبرغ. قُبَيل الزيارة، أعرب رئيس المدينة وكبار المسؤولون اليهود عن معارضتهم لزيارة الرئيس.
بيتسبرغ هي مدينة متماهية سياسيا مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. كُتِب في العريضة العلنية التي نشرها نشطاء اليسار اليهود في بيتسبرغ: “أيها الرئيس ترامب، نعارض زيارتك إلى بيتسبرغ حتى تبدأ بدعم سياسة التعاطف. في السنوات الثلاث الماضية، عززت أقوالك وأفعالك حركة القومية البيضاء في الولايات المتحدة. لقد نعتت منفذ العملية بـ “الظالم”، ولكنك مسؤول عن العنف الذي شهدناه يوم السبت”. خلال بضع ساعات، وقّع أكثر من 20 ألف أمريكي على العريضة التي تعارض زيارة ترامب.
وتعرض العريضة المشاعر والانتقادات السائدة التي يبديها أمريكيون كثيرون عامة، ويهود أمريكيون على وجه الخصوص ضد ترامب. يعتقد مواطنون أمريكيون كثيرون أن الهجوم الإرهابي في بيتسبرغ يجسد زيادة تأثير اليمين المتطرف في الولايات المتحدة برعاية ترامب، إذ يوضح معارضوه أنه يشجع العنصريين ومعادي السامية، ويؤيد حقهم في حمل السلاح.
في حديث مع مواطنين يهود في حي “سكويريل هيل”، الذي يقع فيه المعبد، تحدث المشاركون في المقابلات عن ترامب، معربين عن انتقاداتهم بشأن رسائل العنف التي تطلق في الاجتماعات العامة الخاصة بالحملة الانتخابية لترامب، مثل مناشدة سجن خصوم ترامب السياسيين. أعرب يهود عن انتقادهم لاستخدام ترامب في أحيان كثيرة للمصطلح “العولمة”، الذي يتضمن ماض من معاداة السامية.
في بداية الشهر، أعرب ترامب في اجتماع في هيوستن أنه “وطني” وأنه يؤيد القوميين البيض والنازيين الجدد. “مناصر العولمة هو مَن يسعى إلى أن يصبح العالم جيدا، حقيقيا، ولا يهتم بالولايات المتحدة كثيرا”، قال في الاجتماع. “هل تعرفون من أنا؟ أنا قومي”، أوضح ترامب.
قال النائب العام لولاية بنسلفانيا الأمريكية، جوش شابيرو، لصحيفة “هآرتس” بعد العملية في بيتسبرغ، إنه يتعين على الرئيس ترامب وسياسيين آخرين أن يبدوا مواقف حازمة أكثر ضد “خطاب الكراهية” في الولايات المتحدة. وفق أقواله فشل ترامب في الاختبار. “في الوقت الحالي، يجب على الزعماء أن يعربوا عن موقف أخلاقي واضح. عندما يشجع الزعماء العنف أو يصادقون عليه عبر الصمت يمسون بأمننا جميعا”، أوضح.
ثمة قضية أخرى تصدرت العناوين بعد المجذرة وهي سهولة الحصول على أسلحة نصف آلية في الولايات المتحدة. ادعى أمريكيون كثيرون أن رد الفعل على المجذرة يجب أن يؤدي إلى تغيير سياسة السماح بحيازة الأسلحة، ما يمنع من الأشخاص الذين لديهم ماض من العنف، مثل منفذ العملية في بيتسبرغ، من حيازة أسلحة بسهولة. بالمقابل، يعارض الرئيس ترامب فرض تقييدات على حيازة الأسلحة.
دعم سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون درمر، الرئيس ترامب. ففي مقابلة أجريت معه، اليوم الثلاثاء صباحا، ادعى درمر أن التصريحات التي تشير إلى أن ترامب هو المسؤول عن زيادة معاداة السامية خاطئة. “رفعت معاداة السامية رأسها في العقود الأخيرة”، قال موضحا أن الكثير من الهجمات ضد اليهود تحدث بسبب “كراهية إسرائيل”. وأعرب أنه راض عن رد فعل ترامب على الهجوم، مشيرا إلى أنه لم يسمع من زعيم ليس يهوديا ولا إسرائيليا أن “من يقتل يهودي سيُقتل”.
ولكن هناك من يعارض في الجالية اليهودية الأمريكية تصريحات السفير درمر، مشيرا إلى أن ترامب هو المسؤول عن تطرف النقاش السياسي في الولايات المتحدة. “منذ وقت يشهد المجتمع الأمريكي تطرفا، ولكن ترامب يصب الزيت على النار”، كتب المحلل اليهودي ماكس بوت في مقال واشنطن بوست.