أصبحت أقوال القاضي الإسرائيلي، يتسحاق عميت، الأكثر اقتباسا في الفيس بوك، لا سيما في هذه الفترة التي تتعرض فيها المنظومة القضائية إلى انتقاد ثاقب. في نهاية التماس جنائي قُدّم بشأن قضية تعرضت فيها طفلة ابنة 12 عاما إلى تحرش جنسي من قريبها، الذي ارتكب أعمالا جنسية خطيرة ضدها، قرر القاضي بخطوة استثنائية، التوجه مباشرة إلى الطفلة، وذكر أقوال مشجعة قد تكون موجهة إلى كل متضررة جنسيا:
“لا داعي لأن تتحملي أية مسؤولية أو تشعري بالخجل أبدا. “أنتِ “مذنبة” تماما كما يمكن أن يكون مذنبا أي شخص تعرض لسرقة بشكل عام أو لسرقة محفظته من جيبه. لا داعي لأن تتحملي مسؤولية تلك الحادثة أو تشعري بالخجل أو الإحراج أو أنكِ تسببتِ بمشاكل في العائلة. يجب أن يتحمل مُقدّم الالتماس المسؤولية، ذلك الجاني الذي ألحق بكِ ضررا واستغل بشكل ماكر وفق أقواله فارق الجيل بينكما وثقتكِ أنت وعائلتكِ به. لحسن حظكِ، أنتِ تحظين بدعم عائلتكِ، والديك، إخوتك وأخواتك، الذين يتمنون الأفضل لكِ. نأمل أن يشكل قرار المحكمة هذا نهاية للقصة التي تعرضتِ لها، وبما أنكِ أعربتِ عن إرادتكِ، نتمنى أن تكوني قادرة على النظر إلى المستقبل ومتابعة حياتكِ، ونحن نؤمن بذلك”.
جاءت أقوال القاضي في ظل الانتقادات الموجهة ضد التحقيقات الاجتياحية التي تمر بها المشتكيات اللواتي يتعرضن لتحرشات جنسيّة، حتى في المراحل الأولى عندما يتوجهن إلى الشرطة وخلال المحكمة أيضا. يشير الكثير من المتضررات إلى المحكمة بصفتها مرحلة “اغتصاب ثانية” ويشعرن بصدمة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، هناك متضررات يصبحن متهمات عند نشر قصتهن حتى إذا كان الحديث يجري عن مجتمع أو عائلة معينة بهدم حياة العائلة لأنهن المسؤولات عما حدث لهن، وغير ذلك. أوضح القاضي عميت أن المذنبون هم المتحرشون وليس الضحايا.