من التحريض على العنف إلى التحريض على العنصرية – المحكمة المركزية في القدس تدين اليوم الشيخ رائد صلاح بالتحريض على العنصرية. وذلك بعد أنّ أدانته محكمة الصُّلح في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، في العام الماضي، بجريمة التحريض على العنف فحسب. وتأتي الإدانة الجديدة في فترة الجمهور العربي فيها غير هادئ، وهناك أحاديث قوية تدور عن حرب دينية في الأقصى.
وبالطبع فإنّ القضاة غير مسؤولين عن الفترة التي يصدر فيها الحكم، ولكن محللين إسرائيليين يتحدثون عن احتمال أن تُشعل هذه الإدانة لرائد صلاح في هذه الفترة، إلى جانب الأحداث الأخيرة في كفر كنا، الجمهور العربي بشكل أكبر وأن تدفع بالحركة الإسلامية في إسرائيل إلى زيادة خطاب العنف ضدّ السلطات في إسرائيل.
وتتعلق إدانة الشيخ بخطبة ألقاها أمام المصلين في صلاة يوم الجمعة قرب المدينة القديمة في القدس عام 2007. حينها استخدم صلاح كلمة “دم” عدّة مرات. ولأنّه كان صدر أمر إبعاده عن المدينة القديمة وقيّدت الشرطة دخول المصلين، فقد اجتمعوا في حيّ وادي الجوز لصلاة يوم الجمعة. خطب صلاح خلال هذا الحدث، وتطرّق لـ “الاحتلال الإسرائيلي” وقال: “إنّ اللحظات الأجمل في مصيرنا هي حين نلاقي الله شهداء في ساحات المسجد الأقصى”.
ومع نهاية الخطبة والصلاة، بدأ الجمهور الذي كان حاضرا في المكان بالشغب وإلقاء الحجارة تجاه قوات الشرطة التي كانت قريبا من المكان. وخلال أعمال الشغب أصيب ثلاثة عناصر من شرطة حرس الحدود.
من هو الشيخ رائد صلاح؟
وُلد الشيخ رائد صلاح أبو شقرا، عام 1958 وأصبح رئيس الكتلة الشمالية (الكتلة الأكثر تطرفًا) من الحركة الإسلامية في إسرائيل ومن الزعماء الدينيين في الوسط الإسلامي في إسرائيل. تُعرف آراء صلاح الرافضة لأي حق بوجود دولة إسرائيل وتحديدًا سيطرتها على القدس. بين عامي 1989 – 2001، شغل صلاح منصب بلدية أم الفحم.
وشخصيته المثيرة للخلاف معروفة جيدًا لدى المجتمع الإسرائيلي. فعلى سبيل المثال، اتُهم صلاح بمسؤولية جزئية عن أحداث “أكتوبر 2000” والتي قُتل خلالها 13 مواطنًا من عرب إسرائيل بمواجهات وقعت مع الشرطة والجيش وكانت شرارة الانتفاضة الثانية.
يتصدّر صلاح رأس قائمة الأشخاص الذين تم تحذيرهم من قبل السلطات التنفيذية في إسرائيل بعد سلسلة من الأعمال التي تضمنت من بين أشياء أخرى: الإشادة على أعمال العنف، اتهامات ضد إسرائيل، رفض وجود الدولة وتأجيج النار بين أوساط عرب إسرائيل.