نُشر البارحة (الأحد) أن رئيس المعارضة الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ ومحمود عباس التقيا قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، في نيسان 2014، وخاضا مفاوضات سرية تتعلق باتفاق سياسي مُستقبلي، كان يود هرتسوغ أن يُنفذه في حال انتخابه رئيسًا للحكومة.
وافق هرتسوغ، في إطار الاتفاق، على نقل السيطرة على كل المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967 إلى السلطة الفلسطينية، وأما فيما يتعلق بقضية القدس، اتفق الزعيمان على أن يتوقف الوجود الإسرائيلي في شرقي المدينة وأن يكون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة للدولة الفلسطينية، وأن تتواجد قوات دولية في منطقة الحرم القدسي الشريف ولكن، أن تبقى السلطة الإسرائيلية سارية على منطقة حائط المبكى الذي يُصلي فيه اليهود فقط. وقد تم التكتم على ورقة التفاهمات تلك في نهاية حملة هرتسوغ الانتخابية، عندما انتُخب نتنياهو لرئاسة الحكومة.
من المُزمع، على ضوء الكشف عن هذه المعلومات، أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل مُستعجل وأيضًا على ضوء مُبادرة السلام الفرنسية التي ما زالت تتقدم رغم المُعارضة الإسرائيلية وعلى خلفية تقرير اللجنة الرباعية الذي يُتوقع أن يُنشر في الأيام القريبة والذي يتحدث عن جمود العملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لتعزيز حل الدولتين. من المتوقع أن يكشف التقرير عن سياسة التوسع الاستيطانية، التي تنتهجها حكومة نتنياهو، واستمرار السيطرة الإسرائيلية الأمنية والمدنية على المناطق “سي” أيضًا.
يهدف اللقاء بين كيري ونتنياهو إلى العمل على تأخير نشر التقرير والتخفيف من لهجته وتوصياته. ومن المُفترض أن يُنشر يوم الخميس، بينما في اليوم التالي لذلك، يوم الجُمعة، ستُعقد الجلسة الشهرية في مجلس الأمن الدولي والتي تتناول موضوع الشرق الأوسط. إن لم يستطع نتنياهو تأخير نشر التقرير، رُبما سيُعلن مجلس الأمن في جلسة الجُمعة في الأمم المُتحدة عن تبني التقرير الذي ينتقد إسرائيل وسيُضفي شرعية أخرى عليه.
وكان نتنياهو قد تحدث قبل أيام مُنتقدًا مُبادرة السلام العربية وقال إنه سيكون مُستعدًا لنقاشها فقط بعد تعديل الطلبات فيها، وأنه ليس مُستعدًا لمناقشة آخر صيغة تم تقديمها إلى إسرائيل، عام 2002. إلا أنه أثنى على استعداد العرب للتوصل إلى سلام مع إسرائيل.