حظي “بر بحر”، الفيلم الأول للمخرجة الفلسطينية، المواطنة الإسرائيلية، ميسلون حمود، بتعليقات تثني عليه بشكل غير مسبوق. فكتب النقاد، من بين أمور أخرى، “الفيلم الأفضل مما سترونه هذا العام”، “أحد الأفلام الأكثر نسوية مما تم إنتاجه في إسرائيل”، وأيضا “شجاعة اجتماعية لم نرَ لها مثيلا في السينما الإسرائيلية”.
ولكن إلى جانب الثناء الذي أعرب عنه مشاهدو الفيلم على الرسائل الشجاعة التي ينقلها، ومن بينها أيضًا نقد المجتمع العربي التقليدي، كانت هناك أيضًا ردود فعل حادّة جدّا، وقال مقرّبون من المخرجة حمّود إنّها باتت تتلقى رسائل كراهية في الأيام الأخيرة في الفيس بوك بل وتهديدات مباشرة على حياتها.
يحكي الفيلم، الذي بدأ عرضه في الأيام الأخيرة، قصة ثلاث نساء عربيات صغيرات يعشن في شقة مشتركة في قلب المشهد الشاب والمتحرر في تل أبيب. يُظهر الفيلم واقع حياة الشبّان العرب الذين ينتقلون من الشمال إلى العيش في تل أبيب بعيدا عن أسرهم من أجل التعلم والعمل، ويختارون طريقة حياة يصعب على المجتمع الذي انحدروا منه قبولها. لا يخفي الفيلم مشاهد قضاء الأوقات الليلية، الكحول والمخدرات، وممارسة الجنس أيضا، التي هي جزء من نمط الحياة الغربي للشبّان العرب.
بل نشرت بلدية أم الفحم في خطوة غير مسبوقة بيان إدانة خاصا بالفيلم. جاء في البيان الشديد من بين أمور أخرى “نؤكد رفضنا القاطع واستنكارنا الشديد لما يسمى بفيلم “بر بحر”، لما فيه من إساءة مباشرة لأم الفحم وأهلها بشكل خاص، ولمجتمعنا الفلسطيني في الداخل بشكل عام. كما ندعو أهلنا في مدينة أم الفحم خاصة ووسطنا العربي عامة بكل فئاته وأحزابه وحركاته إلى رفض هذا الفيلم ومقاطعته”.
ينبع غضب بلدية أم الفحم وسكان المدينة من كون إحدى الشخصيات الثلاث الرئيسية في الفيلم، هي شابة متديّنة أصلها من أم الفحم. ويعترف الكثير من منتقدي الفيلم والمخرجة، ومن بينهم رئيس بلدية أم الفحم، بأنّهم لم يشاهدوا الفيلم مطلقا.
قالت المخرجة حمود في ردّها على التهديدات ضدّها إنّ “كل النقد الموجه ضد الفيلم هو دليل واضح على نجاحه، ولكن من ناحية أخرى أستغرب وجهة نظر المنتقدين حيث إن معظمهم لم يشاهد الفيلم، فقط سمعوا من آخرين عن الأحداث بينما لم يشاهدوه بالفعل وهو أمر مضحك، وهم بالتالي يثبتون الأمور التي قمت بعرضها في الفيلم”.