فلسطيني من الكويت، أو يهودي إسرائيلي؟ مارك حلاوة حامل هوية إسرائيلية زرقاء بفخر واعتزاز. في الواقع، لم يحصل على مواطنة كاملة الآن، ولكنه يقيم في إسرائيل بصفته مواطنا مؤقتا. مارك متزوج من شابة يهودية من أصل أوروبي، ولديهما طفل سيتربى وفق اليهودية، ولكن قبل بضع سنوات، كانت تبدو لمارك هذه الحياة وكأنها حياة شخص آخر.
قال حلاوة (ابن 39 عاما) لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنه وُلد كلاجئ فلسطيني مسلمي في الكويت. تربى حلاوة على النظر إلى الديانة اليهودية والمسيحية بصفتهما كافرتين تهددان الديانة الإسلامية، حتى اكتشف يوما أنه يهودي. كانت جدة حلاوة يهودية تعيش في القدس قبل قيام دولة إسرائيل، وأحبت جنديا أردنيّا من نابلس. ابنة هذان العشيقان هي والدة حلاوة. تعتبر اليهودية الأولاد يهودا إذا كانت والدتهم يهودية.
انتقلت عائلة الحلاوة للعيش في الأردن بعد الغزو العراقي للكويت، وحينها شاهد للمرة الأولى بث التلفزيون الإسرائيلي، الذي كان يمكن مشاهدته في الأردن أيضا. عرف حلاوة أن اليهود هم أشخاص عاديون مثله، وأن المخاوف التي تربى عليها في شبابه تجاههم كانت أكاذيب مبالغا بها فقط. بعد أن وصل إلى سوريا للالتحاق بمؤسساتها التعليمية، عرف المشاكل التي تسود في أنظمة الحكم العربية ومدى انتهاك هذه الأنظمة لحقوق مواطنيها وكونها “أنظمة دكتاتورية فظيعة”، وفق أقواله.
بعد أن أنهى تعليمه في سوريا، قرر حلاوة التغلب على مخاوفه وزيارة إسرائيل عبر رحلة جوية. سمع أخبار كثيرة عن الدولة اليهودية، ولكنه أراد معرفة الأمور عن كثب. عند زياراتها اكتشف واقعا مختلفا تماما عما نُشر في وسائل الإعلام حول إسرائيل، فأحبها وأحب مواطنيها، لا سيما شابة واحدة، هي زوجته الآن.
لقد اعتنق حلاوة اليهودية بشكل منظم خلال بضع سنوات وفق التقاليد اليهودية بهدف الزواج من حبيبته اليهودية، ولكن نظرا لصعوبات بيروقراطية لم يكن في وسع السلطات الإسرائيلية الاعتراف بيهوديته ومنحه مواطنة إسرائيلية. ولكن لم تشكل هذه الصعوبات عائقا أمام العاشقَين في أن يتزوجا وينجبا طفلا. يعيش حلاوة اليوم في إسرائيل ويدير نمط حياة يهوديا.
قرر حلاوة مشاركة آرائه حول إسرائيل في شبكات التواصل الاجتماعي، وإظهار الجوانب الإسرائيلية الجميلة، التي تعرف إليها بشكل مباشر. في سلسلة أفلام فيديو في اليو تيوب “إِسْأَلْ حلاوة”، يتطرق حلاوة إلى الأفكار الشائعة في العالم العربي تجاه اليهود وإسرائيل، قضية اللاجئين الفلسطينيين، وقضية القدس، متحديا الرواية الفلسطينية. يدعو حلاوة الفلسطينيين والعالم العربي إلى الاعتراف بدولة إسرائيل والعيش معها بسلام.