أي طعام إسرائيلي مشهور أكثر من الفلافل؟ يمكن العثور على الفلافل في كل مكان في إسرائيل، وهو لذيذ ويذكّر بالأيام الأولى من قيام دولة إسرائيل. في تلك الأيام، عندما كان من الصعب كسب مصدر الرزق، وكانت أهمية الطعام تعود إلى أن يتناول الأكل أكبر عدد من الأشخاص، سطع نجم الفلافل في المطبخ. كذلك، قدّم المهاجرون الأوائل الذين وصلوا إلى البلاد من الدول الشمال إفريقية وصفات لتحضير الفلافل، لهذا، رُوَيدًا رُوَيدً، ازدهرت أكشاك بيعه في إسرائيل.
بالمناسبة، في الخميسينات في إسرائيل، كان يمكن العثور على أكشاك تعد الفلافل من الفول، كما يحضره المصريون ويسمونه طعمية. ولكن بعد وصول العراقيين إلى البلاد لم يعد استخدام الفول شائعا، وظل الفلافل يُصنّع من الحمص فقط.
كان الفلافل وجبة هامة طيلة عشرات السنوات وحظي فيها بلقب الوجبة الوطنية الإسرائيلية رغم أن الباحثين يعتقدون أن أصوله تعود إلى مصر (يبدو أن الأقباط المصريين هم الذين حضّروا الفلافل كوجبة بديلة للحم أثناء الأعياد التي كانت تحظر فيها امكانية تناول اللحم).
في الخميسينات في إسرائيل، كان يمكن العثور على أكشاك تعد الفلافل من الفول، كما يحضره المصريون ويسمونه طعمية. ولكن بعد وصول العراقيين إلى البلاد لم يعد استخدام الفول شائعا، وظل الفلافل يُصنّع من الحمص فقط
يؤكد كل إسرائيلي أنه ترعرع بالقرب من كشك الفلافل الأفضل. في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات، بعد الازدهار الاقتصادي الذي شهدته إسرائيل بعد توقيع اتفاقيات أوسلو ودخول مركّبات غذائية هامة إلى الأسواق، كان يبدو أن الوجبة الوطنية بدأت تفقد أهميتها، لهذا بدأت تعمل حوانيت البيتزا، الهمبورغير، والسوشي بدلا من أكشاك الفلافل.
الفلافل الوجبة الإسرائيلية المشهورة
لم يختفِ الفلافل، ومؤخرا بدأ يحظى بأهمية أكبر ثانية، وبات مختلفا عما عرفناه سابقا. تغيّر طعم الفلافل الشعبي، لونه، ومركباته الغذائية الرائعة، لهذا أصبح وجبة فاخرة. في أعقاب النشر مجددا أصبحت وجبة الفلافل الغنية بالحمص، الطحينة، والسلطات، الوجبة الأكثر صحة وخضرية، وبدأت تمثل إسرائيل في أنحاء العالم بصفتها “دولة الفلافل”.
حظي الفلافل الأكثر شهرة في شوارع إسرائيل، إضافة إلى الحمص بمقالات في الصحف العريقة، وفُتحت أكشاك الفلافل بدءا من وارسو وصولا إلى برلين والولايات المتحدة، التي ينتظر فيها المستهلكون كثيرا لشراء الوجبة الغنية بالبروتينات النباتية والتمتع بطعماتها المميزة.
هل يشكل تناول الفلافل خطرا؟
يحتوي الفلافل على مكوّنات صحية كثيرة، مثل الحمص والبقدونس الغنية بالبروتين، الألياف الغذائية والحديد، ولكن تُقلى كرات الفلافل بالزيت العميق، فتلحق هذه العملية ضررا بجزء من المكونات الغذائية، وتزيد من كمية الدهون والسعرات الحرارية فيها.
بالإضافة إلى الزيت، الذي لا يبدّل في أحيان قريبة، فهو يطلق مواد قد تلحق ضررا صحيا. كلما استُخدم الزيت كثيرا يطلق مواد سامة أكثر. عندما يُستخدم الزيت كثيرا يمر في عملية الأكسدة التي قد تنتج مواد مسرطنة. لهذا، توصي منظمات صحة كثيرة ومنها منظمة السرطان الدولية بتناول الأطعمة غير المقلية أكثر، وألا يتناول الأطفال الكثير من الفلافل. كما أن الفلافل لا يعتبر وجبة صحية ملائمة للنساء الحوامل.
تحتوي وجبة الفلافل التي تشمل رغيفا واحدا ونحو خمس كرات فلافل على نحو 600 سعرة حرارية. يمكن لإضافة الحمص، الطحينة، البطاطس والسلطة أن تضيف نحو 300 سعرة حرارية أخرى للوجبة. بهدف تقليل السعرات الحراية يُستحسن تناول نصف وجبة فلافل وإضافة سلطات طازجة مثل سلطة الخضراوات أو الملفوف.
قصتان مسليتان عن الفلافل
وجبة مثيرة للإدمان:
في أيلول 2005، اعتلقت الشرطة الإسرائيلية شخصا وصل لزيارة قريب عائلة في السجن. ادعى قريب العائلة أنه أحضر للسجين الجائع وجبة فلافل، إلا أن المسؤول في السجن ثارت لديه شكوك. أثناء فحص الوجبة، اتضح أن هناك في إحدى كرات الفلافل هروئين وزنه 17 غراما.
“ماك فلافل” أو “راب فلافل”:
قررت شبكة ماكدونالدز أن تحضّر وجبة فلافل بنكهة مصرية، لهذا بدأت منذ سنوات ببيع وجبة “ماك فلافل” في فروعها في مصر وهي وجبة مؤلفة من كرات فلافل كبيرة تباع في خبز خاص بإضافة خضروات و”صلصلة سرية”. في السنوات الماضية، طرأت تغييرات على الوجبة ويمكن العثور على الوجبة كـ “راب فلافل” وهي مؤلفة من كرات مغطاة بتورتيللا مكسيكية.