بعد عطلة دامت شهرين في الكنيست الإسرائيلية، ستُفتتح اليوم الدورة البرلمانية الصيفية. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في زيارة إلى اليابان ولن يحضر الجلسة الأولى، وتُشير بعض التوقعات السياسية إلى أن الأشهر القريبة ستكون عاصفة جدًا.
قد يكون الصراع الأول والأكثر أهمية هو موضوع انتخاب رئيس الدولة القادم لدولة إسرائيل. ستنتهي ولاية الرئيس الحالي، شمعون بيريس، بعد شهرين، وحتى هذا الحين لا توجد قائمة نهائية للمرشحين للمنصب. يحاول رئيس الحكومة نتنياهو، بكل قوته، أن يمنع تعيين عدوه، رؤوفين ريفلين، في المنصب. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن نتنياهو يحاول إلغاء دور رئيس الدولة نهائيًّا لكي لا يفوز ريفلين بالمنصب.
ريفلين في الواقع هو زميل نتنياهو في حزب الليكود، ولكن أدت خلافات شخصية بينهما إلى إبعادهما الواحد عن الآخر منذ مدة طويلة. بعد آخر انتخابات للكنيست قام نتنياهو بإقالة ريفلين من منصب رئيس الكنيست، بعد أن شغل هذا المنصب لولايتين. وكان ريفلين نفسه قد هاجم نتنياهو وقال “في بيتي، زوجتي لا تقرر”، وكان يُشير بذلك إلى الفضائح التي انتشرت ومفادها أن زوجة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو، هي من تحرض نتنياهو ضد ريفلين.
إضافة لمسألة الانتخابات الرئاسية، في الدورة القريبة ستُطرح على طاولة الكنيست بعض الاقتراحات الملفتة، وعلى رأسها “قانون القومية” الذي تعهد بطرحه رئيس الحكومة نتنياهو لتأكيد أن دولة إسرائيل هي “دولة الشعب اليهودي”. اعترضت جهات من المعارضة على هذا المشروع، الذي من شأنه أن يحرم الأقلية العربية في البلاد من حقوقها.
ستُطرح قوانين كثيرة في دورة الكنيست القريبة وستتناول العلاقة بين الدين اليهودي وبين نمط الحياة المدنية في إسرائيل. سيطرح حزب “هناك مستقبل” العلماني مشروع قانون يتيح ترتيب “اتفاق زواج” ما يشبه الزواج بين المثليّين، بخلاف ما نص عليه الدين اليهودي؛ وهناك اقتراح قانون آخر يطرح إمكانية تشغيل المواصلات العامة يوم السبت، الشيء غير الموجود في إسرائيل حاليًا. من المتوقع أن تُغضب هذه القوانين أعضاء الائتلاف والمعارضة من الأحزاب الدينية.
كذلك ستناقش الكنيست مسألة رفع الحد الأدنى للأجور من 23 شاقل مقابل الساعة إلى 30 شاقل، وهو مشروع قانون مقدم من قبل عضو حزب المعارضة، دوف حنين. رئيس الكنيست يولي إدليشتاين، ورئيس الائتلاف ياريف ليفين كانا قد قدرا بأن كتلة ائتلاف نتنياهو ستحافظ على ثباتها طوال فترة الدورة الحالية.
سيتم اليوم أيضًا التحديد لتعيين رئيسٍ للجنة الخارجية والأمن. يُتوقع أن يشغل هذا المنصب في الأشهر القريبة نائب وزير الخارجية الحالي، زئيف ألكين.