وصل يوم الغضب بسبب العنف بحق النساء يوم أمس الثلاثاء إلى الذروة في المسيرة الاحتجاجية الكبرى التي جرت في ميدان رابين في تل أبيب. شارك نحو 30 ألف رجل، امرأة، أولاد وبنات، شبان وفتيات، من كل أنحاء إسرائيل وكان هدفهم مشترك: منع تعرض الضحية القادمة للعنف. “كفى. دمنا ليس رخيصا”، صرخ الجمهور الغفير الذي لوّن الميدان باللونين الأحمر والأسود.
“قبل شهرين قُتِلت والدة، وحُرم منها أحبائها لأنها أرادت أن تكون حرة، غدا قد تُقتل كل واحدة منا!”، قالت أورطال شفك، ابنت عليزا شفك، التي قتلها زوجها قبل نحو شهرين، في خطابها. “لهذا أتوجه إلى السلطات – يجب إجبار الرجال الذين تعرف السلطات المسؤولة أنهم يمارسون العنف ضد النساء على المشاركة في ورشات للسيطرة على الغضب، علاجات نفسية، وإبعادهم عن المنزل لمدة محددة وتقديم علاج لهم. ربما هم يهددون الآن أو يضربون، ولكن غدا قد يقتلون الضحية القادمة”، قالت عليزا.
قالت سوزان خطيب، شقيقة سمر التي قُتلت قبل خمسة أشهر، باكية: “أشارك في هذه التظاهرات لمنع قتل الضحية القادمة. حتى يومنا هذا لا نعرف من قتل أختي”. شيماء ريفي، أخت دعاء أبو شرخ، التي قُتِلت رميا بالرصاص في عام 2016 في اللد، هاجمت في المسيرة استخدام العبارة “القتل على خلفية شرف العائلة” قائلة: “لا يتماشى استخدام المصطلح ‘القتل بسبب شرف العائلة’، عند قتل أية شابة عربية مع الواقع في أحيان كثيرة، لا سيما عندما يجري الحديث عن أختي دعاء، وهو يلحق ضررا بالعربيات الأخريات وعائلتهن”.
بدأت المراسم قبل المسيرة المركزية أمس فجرا عندما “استبدل” النشطاء أسماء الشوارع الرئيسية في تل أبيب بأسماء النساء اللواتي قُتِلن بسبب العنف في العائلة. كجزء من المسيرات الكبيرة، أضرب وشارك آلاف النساء في إسرائيل في مظاهرات. سد عشرات النساء والرجال في القدس وهم يرتدون الملابس السوداء الطرقات في المدينة. جرت تظاهرات في بلدات عربية كثيرة أيضا. تظاهر عشرات الرجال والنساء في قلنسوة، الطيبة، منذ ساعات الصباح في مفرق غفعات حفيفاه وشارك فيها عرب ويهود.
بعد التظاهرة الحاشدة، وبسبب طلب تخصيص ميزانيات قومية من أجل مكافحة العنف ضد النساء، سيعقد اليوم الأربعاء صباحا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، جلسة للجنة الوزارية برئاسته لإجراء نقاش حول الموضوع.