في الأسبوع الماضي، زار إسرائيل الأمين العام للمنظمة الإسلامية الإندونيسية ” نهضة العلماء”، يحيى خليل ستاقوف، رئيس الحركة الإسلامية الأكبر في العالم، التي تتضمن نحو 90 مليون عضو من إندونيسيا وأنحاء العالم. هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها ستاقوف إسرائيل، وقد التقى من بين زعماء آخرين رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين. شجبت حماس زيارته في ذلك الوقت بشكل رسمي.
في نهاية الأسبوع الماضي، التقينا ستاقوف وأجرينا معه مقابلة خاصة عندما شارك في احتفال “كولولام” – وهو لقاء مميز للتقريب بين الأديان جرى في برج داود في القدس القديمة.
“جئت إلى إسرائيل لتحقيق هدف”، قال ستاقوف، “أود العمل من أجل السلام في هذه البلاد”. وأوضح أنه يرغب في استخدام الديانة كعنصر قد يساهم في الجهود الرامية لصنع السلام في المنطقة. “تُستخدم وسائل سياسية وعسكرية غالبا عند بذل الجهود لتحقيق السلام، ولكن هناك أمل بأن تكون الطريق إلى السلام واضحة أكثر في حال استخدمنا الدين أيضا. لهذا جئت إلى هذه البلاد مناشدا الجميع دينيا – العمل وفق مبدأ ‘الرحمة’ في كل الحالات. الرأفة والتعاطف – تشكلان مبدآن أساسيان ومشتركان لكل الديانات”. أعرب ستاقوف عن أمله بأن العمل وفق مبدأ “الرحمة” يساهم في توحيد كل الديانات والتعاون فيما بينها من أجل هدف مشترك، ألا وهو صنع السلام.
تطرقا إلى لقائه مع رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الدولة ريفلين، قال ستاقوف إن موضوع الحديث الرئيسي كان عن الطريق لصنع السلام. حسب تعبيره، “لقد اقتنعنا بأقوال رئيس الحكومة ورئيس الدولة بأنهما يريدان جدا التوصّل إلى اتّفاق سلام”. اقترح ستاقوف نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة، موضحا أنه “يسرنا التعاون مع الفلسطينيين أيضا من أجل التحدث عن السلام”. ردا على سؤالنا بشأن إجراء لقاءات محتملة مع الفلسطينيين، أوضح أنه لم تُحدد بعد لقاءات معه هو وأعضاء الوفد الإندونسي مع جهات في السلطة الفلسطينية، ولكنه أعرب أنه متأكد من أنها ستُحدد لاحقا.
تطرق ستاقوف إلى الجانب الإقليمي للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني مدعيا: “لا يقتصر النزاع على إسرائيل والفلسطينيين فحسب، بل على كل المنطقة، لذلك، يجب العمل مع دول في المنطقة بهدف محاولة دفع السلام قدما”.
تمثل حركة ستاقوف توجها إسلاميا معتدلا، وذلك خلافا للتوجه المتطرّف الذي تمثله منظمات مثل حزب الله وحماس. عندما سألناه عن رأيه حول موقف هذه المنظمات المتطرفة، أوضح: “عند استخدام الفهم الشكلي للإسلام، قد يُستخدم الدين لتبرير النزاع. لذلك، يجب العمل استنادا إلى ‘الرحمة’ ما قد يجعلنا نسامح وننسى الماضي، نتعاون، ونعمل مع كل من يرغب في هذا”.
كما وأشار ستاقوف إلى أن زيارته إلى إسرائيل أثارت نقدا عارما وجدلا بين شخصيات مختلفة في إندونيسيا وأماكن أخرى في العالم. وأوضح، “هناك خلاف بين الأشخاص حول النزاع. فهناك جزء يرغب في صنع السلام فيما يركز جزء آخر على حسابات الماضي، التي لا تنتهي. إذا نظرنا إلى الماضي فقط، لن نتوصل إلى حل. ما هو الماضي؟ هل نتحدث عن 50 سنة؟ قرن؟ ألفية؟ أؤمن أنه يجب البدء انطلاقا من النقطة التي نعيشها الآن”.
أعرب ستاقوف عن تفاؤله بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وإندونسيا. “أعتقد أن هناك احتمالا لعلاقات كهذه بين البلدين. ولكن تكمن المشكلة في النزاع. إذا توصلنا إلى خطوة معتمدة من أجل السلام، فهذا يشجع كلا البلدين على تطبيع العلاقات”، وفق أقواله.
وفي النهاية، أكد على أهمية الدين في حل النزاع، وفق ما يراه مناسبا. “يفترض أن يكون الدين مرشدا للبشرية من أجل حياة أفضل. على المسلمين أن يتذكروا أن الله قد أرسل النبي محمد بهدف ‘الرحمة’ فقط – بركة لكل الخلق. أن تكون مسلما معناه التعامل بـ ‘رحمة’ مع الآخرين”.