هل هناك شاب ملائم لكل فتاة ويمكن أن يكون زوجها ويقيم معها حياة سعيدة مثل الآخرين؟ إحصائيا، هذا غير محتمل، لأن هناك 100 رجل مقابل كل 103 امرأة في العالم. والأهم أن هناك نساء لا يرغبن في الزواج.
حاولوا أن تتذكروا ممثلة عزباء شاركت في فيلم أو مسلسل، لم تتزوج بمحض إرادتها وليس لأنها لم تجد الشاب الملائم. الانطباع السائد أن العزباوات يبحثن عن شريك حياة، أو أنهن يشعرن بفشل لأنهن لم ينجحن حتى الأن بالتعرف إلى شريك ملائم. يسمح الأفراد لأنفسهم بأن يعربوا عن شفقتهم تجاه العزباوات الناجحات جدا اللواتي حققن نجاحهن بفضل مثابرتهن، وذلك لأنهن لم ينجحن في المهمة الكبرى في الحياة وهي العثور على شريك حياة.
الآراء المسبقة والتمييز ضد العزباوات
ولكن حتى إذا شعرت العزباوات أن عدم زواجهن ليس قصة فشل، فإن المجتمَع يوضح لهن خلاف ذلك تماما. في مقابلة مع الموقع الإسرائيلي “دفار ريشون”، قالت شابة عزباء عمرها 28 عاما لديها سيرة ذاتية ناجحة وتعمل عاملة اجتماعية وهي طالبة جامعية تدرس القانون: “في كل مناسبة عائلية، يتضرع الأقارب إلى الله لأجد شريك حياة، يقدمون لي التمائم، ويضيئون الشموع في كل يوم عيد أو سبت. أعمل على بناء سيرة ذاتية، ولكن هذا لا يهم الآخرون بل يهمهم إذا خسرت من وزني وإذا وجدت شريك حياة. عندما أصل إلى منزل عائلتي، فلا يهم أحد إذا أنقذت العالم، بل كل ما يشغل بالهم هو كوني عزباء”.
وفق أقوالها، فإن أصدقاءها الذين يدرسون للقب الثاني يعربون عن شفقتهم تجاهها: “إنهم يعتبرونني مسكينة، ويفكرون “ماذا أفعل في حياتي بصفتي عزباء؟”. لا أحد يحسدني. يهمني أن أوضح: “أنا سعيدة جدا، وأشعر شعورا رائعا”.
ثمن العزوبية
على العزباوات أن يتحملن العبء الاقتصادي الكبير حتى وإن لم يكن لديهن أطفال، لأن مصاريف العيش في إسرائيل للعزباوات أغلى من المتزوجات. مثلا، في تل أبيب المعروفة بأسعار أجر الشقق الباهظة، فإن العيش في شقة للعزباوات أغلى من استئجار شقة صغيرة لزوجين.
يحصل المتزوجون في إسرائيل على قروض سكنية لشراء منزل أسهل من العزباوات، ولا تُبنى شقق معدة للعزاب أو العزباوات لهذا تكون الشقوق المتوفرة من أجل العزاب أقل. عند الخروج لعطلة، فإن تكلفة الغرفة للعزباء تكون شبيهة بتكلفة غرفة لزوجين، إضافة إلى أن الدولة تمنح مكافآت للأزواج.
“الافتراض أن هناك موعدا ملائما لزواج الشابات خطير”
تعرض دكتور كينرت لاهد، محاضرة كبيرة في برنامج لتعليم النساء والجندر في جامعة تل أبيب، خلفية بحثية للمشاعر الخطيرة التي تشعر بها النساء. وفق أقوالها، فإن تعابير مثل “عزباء متقدمة في العمر” أو “عانسة” تحط من قيمة النساء، وتعرب عن افتراضية تفيد أن النساء قادرات على تحقيق أنفسهن إذا كن متزوجات وأمهات فقط. يُنظر إلى الفتيات وكأنهن ينتظرن شريك الحياة. يسمح المجتمع لهن بأخذ استراحة لفترة محدودة من هذا السباق، وفي مرحلة معينة يتوقف هذا السباق”.
تقترح كينرت أن ننظر إلى العزوبية كحالة شخصية مساوية للحياة الزوجية. “لا أقول أن العزوبية أفضل من الحياة الزوجية أو العكس. ينظر المجتمع إلى حياة العزوبية كمرحעة مؤقتة. “الافتراض أن هناك موعدا ملائما لزواج الشابات خطير. هذا الافتراض يحد من الإمكانيات المتاحة أمامنا كنساء، وأريد أن نزيد الخيارات وألا نعتقد أن العزوبية حالة سيئة. هناك الكثير من الخيارات الأخرى التي لا يعرضها علينا الوالدون أو المعلمون”.