يتعرض نفتالي بينيت، وزير التربية المتدين، إلى صعوبات من جهة الوالدين الإسرائيليين العلمانيين. فبعد الكشف في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن المناهج الدراسية التي لم ترق لنمط حياة العلمانيين، بادر الكثير منهم وفحصوا كتب أولادهم التعليمية. فأثارت المعلومات التي كشفوها ضجة إعلامية كبيرة.
مثلا، في منشور نُشِر أمس وأصبح منتشرا كالنار في الهشيم، تظهر صور من كتاب يُستخدم في روضة الأطفال، وتظهر فيها رسومات توضح للبنات الصغيرات ما يُسمح لهن، للوهلة الأولى، بارتدائه وكيف عليهن التصرف باحتشام. تظهر في إحدى الصور بنات وهن يجلسن بوضعيات مختلفة، وكُتِب إلى جانبها سؤال: “أية طفلة من بين هؤلاء تجلس بوضعية محتشمة؟” تظهر في رسمة أخرى بنات صغيرات يرتدين فستانا طويلا أسود، وعليها كتابة: “يجب أن تغطي الأكمام كل اليد في الأيام الحارة أيضًا”. وتظهر في كراسة أخرى الكتابة: “لا تركض الطفلة المتواضعة ولا تقفز في الشارع. يجب أن تمشي بشكل لا يجذب الأنظار”.
“تزيد وزارة التربية حجم المحتويات الدينية الوطنية. نحن نطالب بوقف “التديّن” في الجهاز التربوي الرسمي”، هذا ما كُتب في موقع “المنتدى العلماني” الذي ينشط فيه الوالدين العلمانيين ضد ظاهرة التديّن. يدعي النشطاء في هذا المنتدى أن وزارة التربية برئاسة نفتالي بينيت تعزز ميزانية التعليم من أجل التراث والدين اليهودي. ويدعى جزء منهم، أن نفتالي بينيت، وزير التربية، بادر إلى هذه المحتويات الدينية لضم الأطفال إلى معسكره السياسي.
وادعى مقربو الوزير بينيت أن كتب التعليم التي يجري الحديث عنها كُتبت قبل أن أصبح بينيت وزير التربية وأن عليه ضمن وظيفته أن يمثل أنماط حياة السكان في إسرائيل ، المتدييين والعلمانيين على حدِّ سواء.
ولكن الوالدين العلمانيين يرفضون الاقتناع بهذا التوجه والاطمئنان.فهذا الأسبوع، قال أحد الوالدين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه وصل إلى المدرسة رجل دين لا يعمل فيها ليعلم طلاب الصفّ الأول عن العيد اليهودي القريب، وقال “أعتقد أن هذا إكراه فكري. وأضاف قائلا: “إن ابنتي لا تعرف ما هي المدرسة، وليست قادرة على التمسك برأيها، ويصل إنسان من خارج المدرسة لتعليمها. أعتقد أن هذا عمل عنيف، لأن لا خيار أمام الأطفال”.