اعتقلت اليوم الشرطة الإسرائيلية حمد عويدات الصحفي الإسرائيلي الذي يعمل في التلفزيون الإيراني، وقد سيقَ للتحقيق. وبالإضافة إلى التحقيق معه، والذي استمر ساعات قليلة، صادرت الشرطة الإسرائيلية معدّات الحواسيب، الكثير من الوثائق ومواد الفيديو التي كانت في مكتبه، في البلدة الدرزية مجدل شمس الموجودة في هضبة الجولان.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها القبض على صحافيي التلفزيون الإيراني من قِبَل السلطات القانونية في إسرائيل. في شهر حزيران من عام 2009، حكمت محكمة إسرائيلية بالسجن الفعلي، لمدة شهريْن، على الصحافيَين، خدر شاهين ومحمد سرحان اللذيْن نشرا في إيران معلومات، يُمنع نشرها، حول حرب غزة 2009 (عملية “الرصاص المصبوب”)، وتضر بتحركات قوى الجيش الإسرائيلي.
في الماضي، كانت هناك انتقادات أن التلفزيون الإيراني يستخدم صحافيين لإعداد تقارير من داخل إسرائيل، ومن ثم إرسالها إلى إيران. ليست هناك علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وإيران، وكلتاهما، رسميا، في حالة حرب. وبالإضافة إلى ذلك، فليس هناك أي صحفي من وسائل الإعلام الإسرائيلية، يعد تقارير من داخل إيران.
يبلغ عويدات 30 عاما من العمر، ووُلِد في إسرائيل. درس هندسة البرمجيات في سوريا، وبعد ذلك، عمل في شركة “هايتك” في تل أبيب، ثم انشغل، قليلا، في الجناح المظلم من الإنترنيت. وفي مرحلة معيّنة، اهتم عويدات بمجال الصحافة، وبدأ يعمل في مكتب للإعلام في رام الله. وبعد فترة معيّنة، أدرك عويدات أنه قادر على تزويد شركات الأخبار العالمية بالخدمات، وبشكل مستقل.
أنشأ عويدات شركة إعلامية، في مجدل شمس، وقد عمل فيها، كصحفي مستقل، من خلال شبكة تلفزيونية إيرانية، وأخرى سورية وشبكتي تلفزيون عراقيتين. كانت المصطلحات التي استخدمها عويدات في بثه ملفتة للاهتمام. فعلى سبيل المثال، عندما كان يعد تقريرًا لمحطات التلفزة في إيران وسوريا، كان يعبّر عويدات عن دولة إسرائيل تحت ” الكيان الصهيوني” أو “حكومة تل أبيب”، بالمقابل، فقد كان يستخدم الاسم “دولة إسرائيل” إذا ما أعد تقريرًا صحفيًّا لشبكة التلفزيون العراقي.
قال عويدات في مقابلة أجراها مع وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل أقل من سنتين: “أنا لست متخوفا من عملي، طالما لا أبث معلومات أمنية، فليس هناك سبب لاعتقالي”. فإذا كان عويدات صادقا في أقواله، فإن اعتقاله يثير الكثير من التساؤلات. ومن جانب آخر، يمكن أن يقوم عويدات بنشر تقارير، يُمنع نشرها وفق القانون، لذلك تم اعتقاله.