قبل أسبوعَين، صادقت الحكومة بالإجماع على تعيين رون درمر سفيرًا لإسرائيل في الولايات المتحدة. وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعد المصادقة: “رون هو أحد أكثر الأشخاص الموهوبين والمخلصين الذين عرفتهم. لا أحد يستحقّ أكثر منه. فهو سيتمّم العمل الاستثنائي للسفير المنتهية ولايته مايكل أورن الذي أدى عملًا ممتازًا، وأنا واثق أنّ رون سيسير على دربه”.
لفترة طويلة، خشي نتنياهو من أنّ نسبة درمر في الإدارة الأمريكية إلى الحزب الجمهوري قد تضرّ بتعاونه مع الإدارة. لكن يتبيّن أنّ التعيين أدّى إلى مشاكل من نوع آخر. فدرمر، ابن الثانية والأربعين، هو أب لخمسة أولاد (أكثر بولدَين من السفير الحالي مايكل أورن)، وقد أدت رغبته الانتقال إلى الولايات المتحدة برفقه أبنائه إلى عدد من المشاكل اللوجستية.
فصحيفة يديعوت أحرونوت تخبر أنّ درمر أبلغ وزارة الخارجية أنّ الشقة المخصصة للسفير الإسرائيلي في واشنطن أصغر من أن تفي بالغرض. وتخدم الشقة السفير الإسرائيلي منذ سنوات، لكن أسرة درمر هي أكبر عائلة ستسكن هذه الشقة. وطلب درمر أن تجد وزارة الخارجية شقة أكبر تناسب عائلة ذات أولاد.
أمّا مشكلة درمر الأكبر فهي طلبه الوصول إلى الولايات المتحدة في بداية أيلول ليتمكن أبناؤه من بدء السنة الدراسية في الولايات المتحدة. ولن تنتهي ولاية السفير الحالي مايكل أورن قبل نهاية أيلول. ووفقًا للأعراف الدبلوماسية، لا يمكن أن يتواجد السفيران في الدولة في آن واحد، ولذلك على أورن أن يغادر ليتمكن درمر من الذهاب إلى الولايات المتحدة، ما قد يزيد من الأصوات المعترضة على تبادل السفيرَين.
كذلك، تخبر الصحيفة أنّ درمر طلب استبدال كل الطاقم، وأخذ 3 عاملين من البلاد معه. لكن وزارة الخارجية أوضحت له أنه يتعذر تعيين موظفين في وظائف تتطلب الثقة حاليا، وأنه لا أماكن شاغرة في الوظائف التي يريد تعيين أشخاص فيها. وتقتبس الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية قولها: “يظن درمر أنه وزير من حقه تعيين موظفين في مواقع حساسة حوله وعدم الاتكال على الدبلوماسيين الذين يعملون حاليا في السفارة”.
وُلد درمر في الولايات المتحدة وهاجر إلى إسرائيل عام 1997. وليست هذه أول وظيفة له ممثّلًا لإسرائيل في واشنطن. فعام 2004 عينه نتنياهو (الذي كان وزيرًا للمالية) في منصب المبعوث الاقتصادي لإسرائيل في واشنطن، وظل يشغل هذا المنصب حتى أواسط عام 2008. وحين بدأ مهامه عام 2004، اضطر درمر إلى التنازل عن جنسيته الأمريكية.
في السنوات الأخيرة، عمل درمر مستشارًا سياسيًّا بارزًا في ديوان رئيس الحكومة، لكنه كان أيضًا في الواقع كاتبًا للخطابات، صلة الوصل مع سياسيين أمريكيين (جمهوريين خصوصًا)، مدير العلاقات مع البيت الأبيض، ومنفذ مهمات عديدة.