أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس (السبت)، عن إعدام 47 مدانا لارتكابهم جرائم إرهاب وتحريض ضدّ المملكة. وكان الملك سلمان بن عبد العزيز هو الذي صادق على حكم الإعدام.
وكان الاسم الأبرز من بين الذين تم إعدامهم هو لرجل دين شيعي كبير، وهو الشيخ نمر باقر النمر، الذي يمثّل رمزا للمعارضة الشيعية للعائلة المالكة السعودية. وافقت محكمة الاستئناف في السعودية في شهر تشرين الأول على عقوبة الإعدام بحقه، وبذلك فقد أصبح أيضًا رمزا إعلاميا يتبع لمحور إيران وحزب الله الشيعي.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن نتائج هذه السياسة غير المسؤولة من قبل السعودية ستؤدي إلى دفع ثمن باهظ: “في حين أن الحكومة السعودية تدعم تيارات “تكفيرية” وإرهابية، فهي تتعامل مع منتقديها داخل البلاد من خلال الإعدامات والقمع. إن جريمة إعدام نمر النمر تظهر مدى انعدام الحكمة وانعدام المسؤولية من قبل الحكام في السعودية”.
وفي مؤتمر صحفي لوزارة الداخلية ووزارة العدل السعودية جاء أنّ معظم الإعدامات قد تمت بواسطة سيف والبقية بإطلاق النار داخل السجون. ووفقا للبيانات الرسمية، فطوال عام 2015 نُفِذت 158 عملية إعدام في السعودية. في الثاني من كانون الثاني 2016 بلغ الرقم 47 عملية.
وتكمن دوافع القضية بين عامَي 2011-2013، حين جرت مظاهرات عنيفة للأقلية الشيعية في شرق البلاد. وسُجلت مواجهات مع القوى الأمنية والتي انتهت بوفاة أكثر من 20 متظاهرًا شيعيًّا. في تموز 2012، اعتقلت القوى الأمنية النمر فحاول المقاومة والهرب ولكن تم القبض عليه.
انتقلت الحرب الحقيقية بين السعودية وإيران إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تقاتل الصقور فيما بينهم وعرض كل طرف مواقفه المشروعة وكشف عن المؤامرات التي يحاول الطرف الآخر تلفيقها. وقد برز بشكل أساسيّ الكثير من الإيرانيين والشيعة العرب في غضبهم بتويتر عندما وصفوا من تم إعدامه بأنّه شهيد ودعوا إلى الانتقام له. وقد نشر آخرون صورا ممجّدة للنمر وكتبوا “دمك ثورة”.
وأدان السعوديون من جهتهم بشكل أساسيّ قرارات الملك وقالوا إن الإيرانيين والشيعة هم زعماء الإرهاب في العالم وإنّ دورهم سيأتي.
وأدت عمليات الإعدام إلى إدانات في جميع أنحاء العالم الشيعي. وصفها حزب الله بـ”الاغتيال” وأضاف: “إن الجريمة التي افتتحت بها السلطات السعودية السنة الميلادية الجديدة (للمسيحيين) ستكون وصمة عار ستلاحق هذا النظام الذي نفّذ المجازر منذ إقامته وحتى الآن”.
بالإضافة إلى ذلك ألقى حزب الله بالمسؤولية المباشرة والمعنوية لـ “الجريمة” على الولايات المتحدة: “تقدّم الولايات المتحدة وحلفاؤها حماية مباشرة للنظام السعودي متسترين على جرائمه الكبيرة ضدّ شعبه وضدّ شعوب المنطقة”.