في أغلب دول الغرب، تتطرق مواقع القيل والقال إلى زواج إعلامية مشهورة وممثل وسيم. ولكن يبدو أنه في الشرق الأوسط، الذي ما زال فيه الدين والهوية القومية يلعبان دورا كبيرا في حياة الأشخاص، فقد انشغلت نشرات الأخبار بهذا الخبر على مدار يوم كامل. وذلك لأن الإعلامية لوسي هريش هي عربية، مسملة، أما الممثل تساحي هليفي فهو يهودي.
خلافا لحالات العلاقات الزوجية الأخرى، فقد اختار كلا العاشقين عدم تغيير ديانتيهما: ظلت لوسي مسلمة، وظل تساحي يهوديا. تعرض كلاهما لانتقادات من كلا الجانبين، ولكن هذه الانتقادات كانت ضئيلة مقارنة بالمحبة التي حظيا بها، من إعلاميين ومتصفحين في مواقع التواصل الاجتماعي أيضا. ولكن يجدر بنا أن نتذكر أن معظم الإعلاميين يعيشون في منطقة تل أبيب، ويؤيدون المواقف الليبرالية نسبيا. في الواقع، اضطر العاشقان اللذان ينحدران من عائلتين محافظتين، إلى الحفاظ على علاقتهما سرا لأربع سنوات بسبب معارضة عائلتيهما.

تعارض اليهودية الزواج الذي لا يلتزم بقوانينها، لأن الشعب اليهودي قد خسر ثلث أفراده في الهولوكوست. يدعى الزواج من غير اليهود “زواجا مختلطا” وهو بارز بشكل خاص في الولايات المتحدة، التي يتزوج فيها شبان يهود كثيرون من شابات مسيحيات أو شابات أخريات. بالمقابل، رغم أن أبناء كلا الشعبين، عربا ويهودا، يعيشون معا، ورغم أن هناك مدن كثيرة يعيشون فيها مثل يافا، حيفا، والقدس، فإن الزواج المختلط نادر نسبيا، وتشير التقديرات إلى أن نسبته تصل إلى نحو %10 فقط من بين كل الأزواج، وجزء صغير منهم هم أزواج من اليهود والمسلمين.
في استطلاع أجري مؤخرا، تبين أن %76 من العرب أعربوا عن معارضتهم لزواج شابة عربية من شاب يهودي، مقارنة بـ %61 ممن يعارضون زواج شابة يهودية وشاب عربي. أي أن العرب متسامحون أكثر إزاء زواج شاب عربي من شابة يهودية مقارنة بزواج شابة عربية من شاب يهودي. كانت النتائج شبيهة أيضا لدى اليهود، إذ أعرب نحو %62 عن معارضتهم لزواج اليهود من أبناء الديانات الأخرى.
في إسرائيل، لا يجوز الزواج المختلط بشكل رسمي، لهذا يتعين على أحد العاشقين أن يعتنق ديانة العاشق الآخر. في معظم الحالات التي تم فيها اعتناق اليهود للإسلام في إسرائيل، كانت من جهة شابات اعتنقن هذه الديانة بهدف الزواج من شاب مسلم. وفق معطيات وزارة الأديان، هناك ما مجموعه نحو 1200 حالة تم فيها اعتناق اليهود للإسلام، من بينهم هناك نحو 1000 امرأة يهودية اعتنقت الإسلام بهدف الزواج من شاب مسلم، وهذه المعلومات صحيحة حتى عام 2000.
يمكن الملاحظة أن عدد هذه الحالات كان قليلا. يفضل أبناء كلا الشعبين الزواج من أبناء الشعب الذي ينتمون إليه، بسبب الصعوبات التي يمر بها العشاق، ولكن عندما يكون الحب قويا ويتغلب يتم الزواج.