إن كان هناك من فاز البارحة في مباراة اتحاد أبناء سخنين وبيتار القدس فهي لا شك الرياضة. على خلفية ما يحدث في الأسابيع والأشهر الأخيرة بين المواطنين الإسرائيليين العرب واليهود – أحداث متسلسلة تضمنت مقتل الشاب من كفر كنا، الشجار الكبير بين الدروز والمسلمين في أبو سنان، وكذلك “قانون قومية الدولة” الذي طرحه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك بالإضافة إلى موجة العمليات الإرهابية في القدس – توقع الجميع وقوع حرب شاملة بين جمهوري الفريقين.
ترمز المباريات بين هذين الفريقين إلى التوتر بين العرب واليهود أكثر من أي شيء آخر. فقد كان ولا يزال فريق بيتار القدس يُمثل اليمين المُتطرف الإسرائيلي، وفي السنوات الأخيرة التزم التماهي مع اليمين المتطرف، وهتافات “الموت للعرب” أصبحت هتافات شائعة يرددها مشجعو الفريق.
يشير وجود نواب الكنيست، جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس، على المدرجات البارحة إلى ما يرمز إليه الفريق من الناحية السياسية
وكان فريق اتحاد أبناء سخنين، من جهته، قبل عشر سنوات فريقًا محليًا متواضعًا والذي تحول خلال بضع سنوات ليصبح هو الفريق الذي يُمثل الوسط العربي في إسرائيل، وتحديدًا بسبب فوز الفريق بكأس الدولة عام 2004. يشير وجود نواب الكنيست، جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس، على المدرجات البارحة إلى ما يرمز إليه الفريق من هذه الناحية. أشك إن كان أي من الثلاثة المذكورين يعرف ما معنى الكلام هدف، تسلل وبطاقة صفراء.
تمت الاستعانة بـ 900 رجل أمن للفصل بين معسكري مُشجعي بيتار وسخنين، ولكن الواقع أثبت بأن الرياضة هي الأساس، وليست الشيء الهامشي. رُكنت السياسة جانبًا طوال 90 دقيقة وشاهد المشجعون فقط رياضة محضة، وإن كانت المباراة لم ترتق للمستوى الرياضي المطلوب. في نهاية المباراة خرج فريق سخنين فائزًا.
ولكن إلى حد كبير، بيتار القدس واتحاد أبناء سخنين فشلا رياضيًا ولهذا كانا بحاجة لذلك الرابط الفعلي والسياسي لإثارة حماسة الجمهور من جديد. الفريقان معًا لم يحققا الفوز إلا ثلاث مرات منذ بداية الموسم. كان لرفع الأعلام الفلسطينية من قبل جمهور سخنين ورفع الأعلام الإسرائيلية من قبل جمهور بيتار القدس شيئًا مطلوبًا لرفع المعنويات.
ماذا سيحدث في الأسبوع القادم؟ هل سيتدفق جمهور فريق سخنين ذاته حتى وإن لم يكن الفريق الخصم هو بيتار القدس؟ هل سيحضر نواب الكنيست زحالقة وزعبي المباراة القادمة أيضًا؟ بالطبع لا. إنما نتمنى أن نتذكر دائمًا بقية مباريات هذين الفريقين، اليهودي والعربي، بفضل الروح الرياضية وليس بفضل الاستفزازات السياسية.