تقريبا دون الانتباه، في جبال الضفة الغربية، بين رام الله والقدس، قامت المدينة المخطط لها الأولى التي تم بناؤها في السلطة الفلسطينية: روابي.
بعد سنوات طويلة من التأخير والتي اشتملت على توصيل منازل المدينة بشبكة المياه وتوسيع الطرق الموصلة إلى المدينة؛ إن الألف شقة الأولى جاهزة فعلا ومن المتوقع أن يتم السكن فيها حتى نهاية شهر أيلول. في المرحلة القادمة من المشروع، يُفترض أن تحتوي المدينة على نحو 6,000 وحدة سكنيّة حيث سيصل عدد السكان إلى نحو 25 ألفًا. في المرحلة النهائية، والتي تبدو الآن بعيدة قليلا سيعيش في روابي نحو 40 ألف مواطن.
السفر من تل أبيب (إحدى المدن الثلاث الكبرى في إسرائيل) إلى روابي بسيط وخالٍ من الحواجز. ترافق لافتات التوجيه إلى المدينة الفلسطينية الجديدة المسافرين باللغات الثلاث (إحداها هي العبرية).
المدينة الجديدة قريبة من المدن الفلسطينية الكبرى: تبعد مدة 10 دقائق سفر من بير زيت ومن جامعتها الكبيرة، 20 دقيقة من رام الله، نصف ساعة من نابلس. بعد بضعة أمتار فقط من مستوطنة عطيرت، تظهر للعيان المدينة النامية بسرعة وسط المنطقة “أ”، الواقعة تحت سيطرة فلسطينية كاملة.
إليكم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول مدينة المستقبل التي تحاول إيجاد نمط حياة جديد تماما لكلا الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي على حدّ سواء:
1. هناك نحو 6,300 كيلومتر مربّع من الشوارع النظيفة، الحدائق الخضراء، مدرّج ضخم، ملعب رياضي، أرصفة واسعة ومنظر مذهل من كل مكان.
2. تم تخطيط روابي مع الكثير من التفكير للحفاظ على جودة حياة مرتفعة لسكانها ويشمل ذلك استخداما كبيرا للطاقة الخضراء. يمكن العثور في المدينة أيضًا على أماكن لقضاء الوقت مثل المطاعم، دور سينما بالمعايير الدولية، محلات الأزياء، بنوك، مدارس، مكتبة، خدمات صحيّة ومركز للشرطة.
3. المبادر إلى المشروع هو رجل الأعمال الفلسطيني – الأمريكي بشار المصري، الذي استثمر بالفعل نحو 1.2 مليار دولار. ورغم ذلك، حتى لو بيعت جميع الشقق وفقا للمخطط، فهناك شكّ إذا ما كان ذلك استثمارا اقتصاديّا مجديًا. لا يرغب المصري بأن يتم شراء شقق للاستثمار في مشروعه. فضلا عن ذلك، فهو يرغب بألا يضطرّ كل من ينتقل للسكن في المدينة إلى الخروج منها كل صباح للعمل؛ لا يرغب بأن يبني “مدينة للنوم”. حتى الآن يستهدف المصري الطبقة الفلسطينية الوسطى والعرب الإسرائيليين الذين يرغبون بتعزيز معيشتهم. تم تمويل المشروع بواسطة شركة المصري وشركة أخرى تملكها حكومة قطر بشكل تامّ.
4. تبلغ أحجام الشقق في المدينة بين 90-230 مترا، حيث تتراوح الأسعار بين 60-180 ألف دولار للشقّة، ويتم بيعها في مركز استضافة فاخر.
5. حتى قبل البدء ببناء المدينة، زعم مسؤولون في الشاباك والموساد، أنّ موقع المدينة يشكّل تهديدا محتملا لإطلاق الصواريخ باتجاه مطار بن غوريون المجاور. عمليًّا، اختير موقع المدينة من ثلاثة مواقع اقترحتها إسرائيل، تحت توجيه وزير الدفاع إيهود باراك. وتثير المدينة جدلا أيضًا في أوساط السكان الفلسطينيين. بالنسبة لمؤيديها، تعتبر رائدة في بناء الأمة. وباعتبارها مشروع التنمية الخاص الأكبر في السلطة اليوم، تُقدّم كمحرّك اقتصادي سيوفّر آلاف فرص العمل الجديدة، والذي يحمل بشرى جديدة لجودة حياة مدنية وعصرية للمجتمع الفلسطيني ومصدرا للفخر الوطني. في المقابل، يعتبرها منتقدوها “مستوطنة فلسطينية”. وهم يشيرون إلى كونها مكانا للسكن الحصري والمنقطع عن بيئته، والذي يستبعد غالبية السكان الفلسطينيين ويفرق بين أغنياها وفقراها