تحيي إسرائيل اليوم ذكرى مقتل رئيس الحكومة الإسرائيلي، إسحاق رابين، قبل 20 عاما. وقد سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية لإجراء مقابلة مع جميع السياسيين ورجال السلام، فلسطينيين وإسرائيليين على حدّ سواء ممن رافقوه.
في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب (أبو رامي) إنّه “في الأيام الصعبة التي سبقت أوسلو، واجهنا مأزقا. شعرنا جميعا بأننا نفتقد إلى قائد شجاع مثل رابين. في عهده، كان رابين حريصا على مستقبل إسرائيل وأدرك أن استمرار وجودها مرتبط بوجود دولة فلسطينية وأنه لا مكان للحل العسكري”.
وتحدث الرجوب أيضًا عن المرة الأولى التي التقى فيها رابين: “التقيته أكثر من مرة في الميدان كمقاتل ضدنا. كقائد كان صارما، شجاعا ومخلصا. مر بتغيير وتوصل إلى استنتاج أنّه من المفضل الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني. أراد تعزيز السلام الذي يستند إلى الاعتراف المتبادل. واليوم نحن نفتقد شخصا يقوم ويقول كفى استمرارا للاحتلال والمستوطنات”.
وعن السؤال كيف كانت العلاقات الشخصية بينهما أجاب الرجوب: “لقد كان قائدا ممتازا. لديه احترام ذاتي وتعامل معنا كجيران. كل من اقترب منه من الجانب الفلسطيني أعجِب بأنه اعتبرنا محاورين وجديرين بالاحترام”.
وقال الرجوب إنه كان على علاقة مع داليا رابين، ابنة إسحاق. “ما زلتُ على علاقة معها. تحت اسم معهد والدها، تنظّم من حين إلى آخر زيارات ونحن نستقبل كل من يحضر لزيارتنا”.
بل وقال الرجوب إنّ “رابين قد دفع ثمن الاعتراف بالشعب الفلسطيني، رغم أنه لم يكن جزءا من العائلة الفلسطينية. أذكر مجدّدا بأنني التقيته في ساحة المعركة ولم يتنازل أبدا عن إخلاصه لدولة إسرائيل وحارب بشجاعة”.
وعن السؤال كيف يرى الأمور بعد 20 عاما على مقتله أجاب: “منذ اليوم الأول، كان هناك بعض الفلسطينيين والإسرائيليين الذين كانوا ضدّ الاتفاقات وأرادوا نسف عملية المصالحة بين الشعبين. كانت الطريق الأقصر هي سفك الدماء. قال رابين إنه يعارض هذه الطريق فلم يكن مستعدّا لذلك. هناك مجموعات مجنونة أخرى ظهرت وصعّدت وقررت اغتيال رابين من أجل اغتيال العملية. والعملية في تدهور فقط منذ ذلك الحين. منذ رابين لم يولد زعيم إسرائيلي يكبح جماح مجانينكم. هناك الكثير مما لدى الإسرائيليين ليخسروه. من المخجل الاستمرار بالسيطرة على شعب آخر والتعامل معنا كما لو أننا “لسنا بشرا”، ليست هذه هي مبادئ رابين ولا اليهود الذين أعرفهم.
وتطرق الرجوب أيضًا إلى موجة العنف الحالية وادعى قائلا: “لا يستطيع أحد أن يقول متى سينتهي هذا. ليس هناك حلّ سوى إعطاء الأمل للشعب الفلسطيني. لقد دفنت أصدقاء لي وأدرك المخاوف التي لدى بعضكم من الجانب الإسرائيلي، ولكن حلول نتنياهو: استمرار البناء في المستوطنات، لن تنفع. الإدراك أنه قد حان الوقت لحلّ سياسي ولإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هو الحل فقط. ليس لديكم الآن زعيم يمكنه إحلال السلام. عندنا أبو مازن يسعى طوال الوقت للسلام… لقد كان رابين وأمنون ليفكين شاحاك قادران على إحلال السلام”.
وأكّد أبو رامي أنّ “أبو مازن” لم يؤمن بالعنف في أي وقت مضى، ولم يلعب بالدماء أبدا. “حلم أبو مازن وهو في سنّ الثمانين، هو التوقيع على اتفاق سلام. والسؤال هل لديكم أحد ما يمكنه القيام بذلك؟”، تساءل.