هل يمكن أن يُعقد لقاء هو الأول من نوعه بين رئيس ايران ورئيس وزراء إسرائيل او رئيسها؟ العديد من الزعماء سيذهبون خلال الأيام القادمة إلى جنوب إفريقيا من أجل المشاركة في تشييع نلسون مانديلا، زعيم الصراع ضد نظام الفصل العنصري، إلى مثواه الأخير. بين المشاركين رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وعائلته، بابا الفاتيكان فرنسيس، والرئيس الإيراني حسن روحاني. الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سيشاركان أيضا في وداع مانديلا.
وأعلن نتنياهو في إعلان النعي الذي نشره: “كان نلسون مانديلا واحدًا الشخصيات التي يُحتذى بها في عصرنا. لقد كان أبًا لشعبه، ذا رؤية، ومحاربًا من أجل الحرية رافضًا للعنف. كما كان مثالًا شخصيًّا لأبناء شعبه خلال السنوات الطويلة التي أمضاها في السجن. لقد عمل من أجل رأب الصدع داخل المجتمع الجنوب إفريقي، ونجح من خلال شخصيته المميزة في منع انتشار الكراهية على خلفية عنصرية. سيُذكر مانديلا كأب لجنوب إفريقيا الجديدة وكزعيم أخلاقي من الدرجة الأولى”.
ولم يقل احترام نتنياهو للزعيم الراحل رغم التصريحات التي أطلقها مانديلا في الماضي، والتي لم يستحسنها الإسرائيليون بطبيعة الحال: فعام 1997، قال مانديلا: “نحن نعرف أن حريتنا لا تكتمل دون حرية الفلسطينيين”، داعيًا إسرائيل إلى الانسحاب من المناطق التي احتلتها. وبسبب تصريحات كهذه، أشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نهاية الأسبوع، أن وفاة مانديلا تُعتبر “خسارة كبيرة للفلسطينيين”. وأضاف عباس: “هو الشخص الأكثر شجاعة والأكثر أهمية الذي كان يدعمنا”.
كما رثى مانديلا أيضًا الرئيسُ الإيراني حسن روحاني. ففي بيان النعي الذي نشره، قال روحاني إنّ مانديلا “كان شخصية استثنائية، مانحًا الحرية معنى جديدًا من خلال رحلته المليئة بالمعاناة”. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية أيضًا أنّ شارعًا في طهران سيُدعى باسم الزعيم الإفريقي الراحل.
يمكن أن يشكّل تشييع مانديلا مناسبةً للقاء نتنياهو وروحاني، وهما شخصان بعيدان كلّ البعد الواحد عن الآخر، ويمثلان موقفيَن متضاربَين في صراع عالمي حول قدرات إيران النووية. ويمكن في جنازة من مثل هذا النوع، يشارك فيها قادة من مختلف أنحاء العالم، أن تحدث لقاءات استثنائية. ففي جنازة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني التي جرت عام 2005، وقعت مفاجأة كبيرة عندما قام الرئيس الإسرائيلي آنذاك، موشيه كتساف، بمصافحة الرئيس السوري بشار الأسد.
وصرّح الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، هذا الأسبوع أنه لا يعارض اللقاء بالرئيس الإيراني. “لمَ لا؟”، أجاب بيريس عن سؤال مراسِل سِي ان ان، ريتشارد كويست. وفق بيريس، إيران وإسرائيل ليستا دولتَين عدوَّتَين. “نحن مع السلام”، أوضح بيريس، “لا أحد يهدّد إيران، وهي لا تهدّد أحدًا”. وبالنسبة إلى إمكانية أن تُضطرّ إسرائيل إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، ردّ بيريس أنّ “أحدًا في إسرائيل لا يُسرّ بالحرب”.