بعد أن تمّ التلميح في الماضي أنّ رئيس الدولة ينوي العودة إلى الساحة السياسية بعد انتهاء عهده، ينفي شمعون بيريس هذه الأقوال، ويقول إنه لا برامجَ كهذه لديه. “أعتزم خدمة الدولة بطُرُقٍ ليست بالضرورة رسميّةً”، قال بيريس هذا الأسبوع خلال زيارة رسميّة إلى المكسيك، التقى خلالها أثرى أثرياء العالَم، كارلوس سليم.
“ليست لديّ أيّة برامج من هذا القبيل”، أجاب بيريس حين سُئل هل ينوي العودة إلى النشاط السياسيّ. مع ذلك، يذكر كثيرون في إسرائيل جيّدًا أنه قبل انتخابه لرئاسة البلاد، كان بيريس يجيب الذين يسألونه إن كان سيترشح للمنصب أنه “غير معنيّ بذلك”. على أية حال، لا ينوي بيريس الجلوس في الظلّ، فهو يقول: “ما أستطيع تقديمه سوف أقدّمه”.
وحول إمكانية تمديد إقامته في بيت الرئيس في القدس، أجاب بيريس أنه غير معنيّ بذلك أيضًا، وألمح إلى أنّه ليس محترَمًا تغيير القانون الحاليّ في هذا الشأن. “أظنّ أنّ ثمة قانونًا، ويجب احترامُه”، قال بيريس. وأضاف: “انتُخبتُ في تاريخ محدّد للخدمة حتّى تاريخ محدَّد. أريد احترام البداية والنهاية”.
مع ذلك، يُذكِّر صحفيّون في إسرائيل أنّ بيريس لم يمتنِع في الماضي عن دعم تشريعات تناسب وضعَه السياسي. فعام 2004، صادقت الكنيست على ما دُعي “قانون بيريس”، الذي هدف إلى تمكينه من العمل قائمًا ثانيًا بأعمال رئيس الحكومة، أريئيل شارون. وحين أشاروا له إلى تعديل القانون الذي بادر إليه، ردّ بيريس ساخطًا: “أأنا طلبتُ تعديل قانون أساسيّ؟ لا تقدّموا لي مواعظ في الأخلاق!”
عام 2007 أيضًا، قُبَيل الانتخابات لرئاسة الدولة، طُرح في الكنيست اقتراح قانون دُعي “قانون بيريس”، يهدف إلى تحويل الانتخابات لرئاسة الدولة إلى انتخابات بالاقتراع العلنيّ، لا السريّ، ما يزيد من احتمال انتخاب بيريس.
ومصدر الفكرة التي تكمن خلف القانون هزيمة بيريس في الانتخابات الرئاسية عام 2000 أمام موشيه كتساف. في ذلك الوقت، هُزم بيريس رغم أنّ معظم أعضاء الكنيست وعدوه بالدعم. وأمل المقرَّبون من بيريس أنه عبر الاقتراع العلنيّ، لن يُفاجأ بيريس ثانيةً، بل سيُمهَّد السبيل أمامه للرئاسة. في نهاية المطاف، سقط الاقتراح، وانتُخب بيريس للرئاسة في انتخابات سريّة.