يدور الحديث عن قصة مأساوية، ولكن رغم كل الصعوبات، كانت نهايتها جيدة ومؤثرة. قبل نحو سبع سنوات، فقدت “ليلاخ شم طوف” أغلى ما لديها عندما قتل زوجها أطفالها الثلاثة وعمرهم خمس سنوات، ثماني سنوات، عشر سنوات. في اليوم الذي صدر قرار حكم بالسجن ثلاثة مؤبدات على طليقها، الذي قتل أطفالها الثلاثة، قررت ليلاخ وضع نهاية لحياتها. رغم ذلك، ولدت طفلة تدعى “شايلي”.
في مقابلة مع ليلاخ لفيلم وثائقي إسرائيلي جديد قالت “أخبرتُ مُقدّم العلاج الذي يعالجني، أنه بعد انتهاء الإجراءات الجنائية ضد القاتل، لم يعد لدي أمل في العيش بعد. ولكن قال لها مقدم العلاج، ما رأيك يا ليلاخ أن تحيي ذكرى أطفالك الذين قُتلوا من جديد؟ فغضبتُ منه واعتقدت أنني سأنتحر إذا طلب مني القيام بمهام معين. ولكن بعد مرور وقت طويل فهمت ما الذي قصده وإلى أي مدى أنقذ هذا الاقتراح الصعب والحكيم حياتي”.
قرّرت ليلاخ أن تلد طفلا وأن تنظر إلى الحياة نظرة تفاؤل مجددا. وأوضحت قائلة: “ففي سن 40 عاما، قررتُ “إما أن أترك كل شيء أو أن أبحث عن معنى لحياتي”. لذلك فهي قررت أن تلد طفلا من متبرع الحيوانات المنوية “لئلا يستيطع أي شخص آخر أن يتحكم بأطفالي أو أن يلحق بهم ضررا”. يمكن أن نفهم موقف ليلاخ هذا في ظل المأساة التي مرت بها.
في حزيران 2010، قتل والد أطفالها الذي تطلقت منه قبل سنة من ذلك، أطفالها الثلاثة الصغار الواحد تلو الآخر وهم نائمون من خلال طعنهم بالسكين عدة طعنات. صادفت هذه الحادثة في يوم عيد ميلاد ليلاخ، وفي المرة الأولى التي سُمح للوالد بالالتقاء بأطفاله دون مراقبة، وذلك رغم أنها قد اشتكت أنه يشكل خطرا على أطفالها. قالت ليلاخ: “قرع جرس الهاتف. فسمعتُ والد طليقي وهو يصرخ: “أين ليلاخ”، سمعت وهو يتحدث عبر الهاتف الآخر مع الشرطي”.
وعندما وصلت ليلاخ إلى منزل طليقها، رأت أن سيارات الشرطة والإسعاف تقف قريبا من المنزل. تحدثت عن الحادثة قائلة: “توجهت إليّ شرطية والدموع تذرف من عينيها. فسألتُها، هل توفي أطفالي؟ فأجابت نعم. فسألتها، هل توفي أطفالي الثلاثة؟ فأجابت نعم ثانية. فبدأتُ بالصراخ حتى فقدت وعي”.
اليوم بعد مرور نحو سبع سنوات من الحادثة التي تعرضت لها ليلاخ، ولدت طفلة لطيفة. “عرفتُ أنني إذا ولدتُ سأشعر بمعنى الحياة والأمل مجددا فقط. أنتظر اليوم الذي تتعلم فيه صغيرتي التكلم لأسمع منها كلمة “ماما” ثانية، أن أسمع منها هذه الكلمة الصغيرة المؤلفة من أربع أحرف وذات معنى كبير”.