على مدى نحو عشر سنوات، منذ وفاة عرفات وانتخاب محمود عباس رئيسا فلسطينيًّا، كانت الضفة الغربية الحلبة الأكثر هدوءا بين إسرائيل والفلسطينيين، وإحدى الحلبات الأكثر استقرارا وهدوءا في الشرق الأوسط كله، الذي واجه في السنوات الأخيرة عدم استقرار في كل مكان.
واليوم، عندما أصبح واضحا أن الحلبة السياسية الفلسطينية تستعد لليوم “ما بعد” أبو مازن، يُقدّر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن الضفة الغربية ستصبح أحد الأماكن التي تترقبها إسرائيل بحذر في السنوات القادمة.
“نحن نُقدّر أن قوة أبو مازن قد ازدادت بعد مؤتمَر فتح”، قال المسؤول، ولكنه أضاف “هذا هو إنجاز قصير الأمد فقط. ليس هناك “وجه جديد” مناسب في قيادة فتح. فالجيل الشاب منفصل عن الواقع ولا يكترث لما يحدث في التنظيم.
ويُقدّر المسؤول أيضا أن أبو مازن سيعتزل عمله السياسي لأي سبب كان، وهناك تقديرات أنه لن يحل مكانه شخص واحد، وذلك لغياب أي شخص يحظى بقوة أو شعبية كافية الآن. السيناريو الأكثر احتمالا هو أن مجموعة من نحو 5 حتى 6 مسؤولين من فتح سيديرون الأمور معا خلال السنة الأولى، وسيتولى خلالها واحد منهم الزعامة الفلسطينية.
ويقول المسؤول عن محمد دحلان، الذي يعتبره محمود عباس خصما لدودا، إن قلق عباس مُبالغ فيه وإن حماس وفتح لا تريدان أن يكون دحلان زعيما في المستقبل ولذلك فإن احتمالات اختياره ضئيلة.
فيما يتعلق بحماس، تُقدر إسرائيل أن التنظيم يمر بأزمة صعبة في مجال العلاقات الخارجية، تؤدي إلى أزمة اقتصادية صعبة أيضا. في حين أن الجناح العسكري في حماس يحاول تعزيز علاقاته مع إيران، يحاول الجناح السياسي التقارب من إيران ودول الخليج من خلال المناورة، دون نجاح (مثلما شاهدنا مؤخرا، عندما عبّر نشطاء في التنظيم عن تعاطفهم مع سكان حلب أثناء انطلاقة المعارك، وتعرضوا لانتقاد شديد من إيران).
تعاني حماس من عجز مالي، وتتصدر أولوياتها زيادة قوتها العسكرية. مثلا، يُستغل معظم الإسمنت الذي يصل إلى قطاع غزة – أكثر من مليون طن – لبناء الأنفاق. ويفرض نشطاء حماس أيضا ضرائب على كل شاحنة أغذية وبضائع تصل إلى القطاع. رغم هذا كله، فإن وضع حماس الاقتصادي ما زال صعبا، ومن الصعب تقدير كيف ستدير الحركة أمورها في السنة القادمة، في حين يعتقد مسؤولون في إسرائيل أن الأصوات الداعمة لإيران ستزداد.