فوجئ الكثيرون أمس لاكتشافهم أن ميخال فرومان، المرأة الحامل التي أصيبت في عملية الطعن في مستوطنة تقوع في الضفة الغربية، هي زوجة ابن الحاخام الراحل مناحيم فرومان، وهو رجل الدين اليهودي الأكثر إثارة للاهتمام ممن عملوا من أجل صنع السلام والتعايش.
يكسر الأشخاص مثل الحاخام فرومان حدود الجدل المعهودة في المجتمع. فوفق الأطر المعمول بها، يُتوقع من حاخام يهودي يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية أن يكون شخصا يعتبر الفلسطينيين عدوّا لدودا. ولكن الحاخام فرومان كان من أبرز داعمي التعايش، المساواة، الحرية والسلام، وقد ابتعد عن كل موقف عنصري.
آمن الحاخام بأّنّ أساس حلّ الصراع وصنع السلام بين الشعبين يمكن أن ينشأ من خلال رجال الدين فقط
وآمن الحاخام بأّنّ السلام سينمو تحديدا انطلاقا من التفاهم بين رجال الدين، الحاخامات والأئمة، وبين أولئك الذين يخشون الله في قلوبهم. وفقا لرؤيته فإنّ أساس الصراع اليهودي – العربي هو ديني، ولذلك فأساس حلّ هذا الصراع وصنع السلام بين الشعبين يمكن أن ينشأ من خلال رجال الدين فقط. ولذلك فقد آمن بأنّه يمكن تحقيق اتفاقية السلام تحديدًا مع حركة حماس، حيث يمكن للأشخاص الذين يؤمنون بالله أن يقبلوا حالة لا تتحقق فيها رؤيتهم فورا وإنما من خلال إرادة الله. وهذا أيضًا ما جعله يلتقي بالشيخ أحمد ياسين، عندما كان الأخير مسجونا في إسرائيل.
وابن الحاخام، شيبي فرومان، من رواد النضال ضدّ العنصرية في إسرائيل اليوم. فهو ينشط في منظمة “تاغ مئير”، التي تهدف إلى مكافحة العنصرية بجميع أشكالها اليوم. وهو من أبرز المتحدّثين ضدّ ظاهرة العنف الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين، كما ظهر في قتل الفتى محمد أبو خضير في القدس وقتل عائلة الدوابشة في قرية دوما في الضفة الغربية.
ومثل الحاخام مناحيم، فإنّ ابنه شيبي يعلم أيضًا أن السلام لن يأتي حتى يحقق جيرانه الفلسطينيون جميع حقوقهم وكل الحرية التي يستحقّونها، كما يتمتع بها كل إنسان وكل شعب.
وقال فرومان أمس، في الوقت الذي كانت زوجته الحامل تُعالج بعد أن طعنها فلسطيني: “لا زلت أؤيد السلام والتعايش. لن تغيّر العملية الواقع الذي نعيش فيه ولا آرائي. وأكّد فرومان على أنّه يؤمن بأنّه يجب الطموح إلى السلام الحقيقي مع الشعب الفلسطيني، قائلا: “أؤمن أن دور اليهودي هو ملاحقة التعايش والطموح إلى التعايش مع الجيران الفلسطينيين. لا يجوز لنا أن نيأس، حتى لو كان الواقع صعبا”.