قدّم أمس واليوم، للمرة الأولى الجندي إليئور أزريا روايته في المحكمة، حول ما حدث في 24 آذار هذا العام، في تل الرميدة في الخليل. وفقا لمقطع فيديو نشره ناشط منظمة حقوق الإنسان “بتسيلم”، يظهر أزريا، الذي قدِم إلى المكان كمُسعف من أجل معالجة صديقه الذي تم طعنه بالسكين من قبل فلسطينيين، وهو يطلق النار على رأس الطاعن الفلسطيني الجريح وهو مُلقى على الأرض.
أمس (الأحد)، وفي إطار المحاكمة الجارية ضدّه بتهمة القتل، أجاب الجندي مُطلق النار عن أسئلة محاميه طيلة أكثر من ستّ ساعات، وأجري اليوم تحقيقا مضاداّ، أجاب فيه عن أسئلة النيابة العسكرية.
في شهادته أمس، تحدث الجندي للمرة الأولى في محاكمته، أنّ قائده صفعه بعد أن أطلق النار. واليوم، في التحقيق المضادّ من قبل النيابة العسكرية، سُئل أزريا لماذا لم يخبر عن هذه المعلومة سابقا، سواء كان في محادثته مع قائد الكتيبة بعد الحادثة أو أثناء التحقيق معه في الشرطة العسكرية. “كان هناك شخصان أو ثلاثة وقفوا قريبا ورأوا أن القائد صفعني. كنت مصدوما من ردّة فعله ومن الحادثة عند وقوعها. من كان موجودا في موقع الحادثة يمكنه أن يفهم عمّ أتحدث”، أجاب أزريا.
“نسى جزء ليس قليلا من الشهود أمورا معيّنة”، كما ادعى أزريا في التحقيق معه اليوم. وطلب المدعي العسكري أن يقرأ على مسمعه أسماء الشهود ومعرفة إذا ما كانوا يكذبون. وعندما وصلوا إلى اسم قائد السرية وقائد كتيبة أزريا، قال أزريا إنّ القائد هو شاهد زور، وإنّه قد “نسي بعض الأمور” التي حدثت في ذلك اليوم في الخليل. بعد ذلك سُئل أزريا إذا ما كان قائد اللواء قد كذب هو أيضًا. “لا أذكر جيّدا ما قاله. تكلم كلاما ليس منطقيا”، أجاب أزريا.
وأضاف أزريا قائلا للمدّعي: “اليوم أنت تسألني كلّ شيء بأثر رجعي. لا أعلم إذا كنت قد واجهت حالة كهذه، وعلى ضوء أسئلتك أدرك أنك لم تواجه. فأنا متأكد إذا من أنّك لن تفهم وتعرف ماذا يعني أن تكون في منطقة الحادثة. فقد تموت في كل لحظة”.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد أزريا في شهادته أمس بشدّة شهادات قادته وتصرّفهم بخصوص حادثة إطلاق النار وقبلها، وانتقد كذلك تصريحات المسؤولين في المنظومة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، مثل وزير الدفاع الأسبق، موشيه يعلون، الذي أدان الحادثة فورا بعد أن نُشرت وحتى قبل انتهاء التحقيق.
“قدّموني للمحاكمة من أجل إرضاء العالم والصحُف”، كما قال أزريا أمس، “شعرتُ بالخيانة، لقد أهانني القائد. وفي الوقت ذاته أيضًا سمعت تصريحات وزير الدفاع، يعلون، ورئيس الأركان، غادي إيزنكوت، اللذين اتهمانني ولم ينتظرا حتى انتهاء الإجراءات، ليسمعا أقوالي، ومن ثم يُطلقا تصريحاتهما. فقدت كل ثقة بقيادة الجيش وبوزير الدفاع. لقد تخلا عني بسبب خوفهما من الإعلام”.