يشير استطلاع أجراه معهد أبحاث الأمن القومي (INSS) إلى أنه سيكون دعم جمهوري كبير للاتفاق السياسي. بموجب الاستطلاع، الذي تم عرضه في المؤتمر السنوي للمعهد، الذي عُقد اليوم (الثلاثاء)، سيصوّت نحو نصف الإسرائيليين (49%) إلى جانب الاتفاق الدائم مع الفلسطينيين الذي يرتكز على مبدأ حل الدولتين لشعبَين في حال تم طرحه لاستفتاء شعبي. سيصوّت 25% من الإسرائيليين ضد الاتفاق، بينما 26% لا يعرفون أو أنهم ليسوا متأكدين.
عندما كان السؤال أكثر مفصلا واشتمل على تنازلات مهمة، فقد كان الدعم أكثر: رد 51% من الإسرائيليين على السؤال إذا اقترحت حكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو اتفاق يشتمل على إقامة دولة فلسطينية على مساحة 95% من أراضي الضفة والقطاع بما في ذلك الأحياء العربية في القدس، الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي، الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية، الأحياء اليهودية في القدس والحي اليهودي في المدينة القديمة ووجود عسكري في غور الأردن، في الوقت الذي يعلن فيه الفلسطينيون عن نهاية الشكاوى والنزاع، وتتم إعادة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية فقط، ويكون جبل الهيكل تحت “سيادة الله”، أنهم سيصوّتون لصالح الاتفاق وأجاب 24% أنهم سيعارضونه.
تظهر نقطة هامة أخرى من البحث، وهي استعداد الجمهور للتسويات الإقليمية وإخلاء معيّن للبلدات اليهودية في إطار الاتفاق الدائم. أجاب 54% من الجمهور الإسرائيلي أنهم مستعدون، في إطار اتفاق دائم، دعم إخلاء البلدات الصغيرة والمعزولة والتي ليست كتل استيطانية ويشكل هذا ارتفاع بنسبة 6% مقارنة بالاستطلاع الذي تم إجراؤه في عام 2012. رغم ذلك، يعتقد 34% أنه لا ينبغي الإخلاء في أي حال من الأحوال ويشكل هذا هبوط بنسبة 2% مقارنة بالاستطلاع السابق. 12% من المستطلعة آراؤهم مستعدون لإخلاء البلدات بما في ذلك الكتل الاستيطانية (كانت النسبة 15% في الاستطلاع السابق).
عندما طرح السؤال “هل تدعم حل الدولتين لشعبين”؟، أجاب 23% من المستطلعة آراؤهم “بالتأكيد” وأجاب 40% “ندعم إلى حد كاف”. رغم ذلك، ورغم الاستعداد والدعم للاتفاق، يتضح أن الشعب الإسرائيلي يشكك بقدرة التوصل إلى اتفاق دائم. يقدّر 67% من الإسرائيليين أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. ويقدّر 49% أن الفلسطينيين يريدون السلام.
أجري استطلاع “الأمن القومي والرأي العام” بين أوساط 1200 شخص، وهم يشكّلون شريحة ممثلة للسكان اليهود البالغين، ويُجرى الاستطلاع سنويًا.
تظهر صورة بين أوساط الفلسطينيين مماثلة للصورة التي تظهر بين أوساط الجمهور الإسرائيلي. وُجد في الاستطلاع الذي أجراه الدكتور خليل الشقاقي، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PSR)، لمركز المفاوضات التطبيقي في معهد أبحاث الأمن القومي، أن أكثرية الفلسطينيين يعارضون بدء انتفاضة ثالثة. عندما طُرح السؤال هل ستدعم انتفاضة ثالثة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق أي كان في المفاوضات، فقد أجاب 54.5% بالنفي، أما 43.7% فقد عبّروا عن دعم الفكرة.
وفقًا لهذا الاستطلاع، يعارض 60% من الفلسطينيين الاتفاق المرحلي، الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، دون التوصل إلى اتفاق بشأن القدس، اللاجئين والحدود الثابتة. عبّر 38.2% عن دعم الاتفاق الدائم الجزئي.
يؤيد نصف الجمهور الفلسطيني في الضفة والقطاع المفاوضات مع إسرائيل، ولكن يعارض ما يزيد عن ثلاثة أرباع الجمهور الاتفاق الدائم الذي يشتمل على مرحلة انتقالية من عشر سنوات يبقى فيها الجيش الإسرائيلي في غور الأردن. 70% متفائلون فيما يتعلق باحتمال الترتيبات ويفترضون أن المحادثات ستفشل، ولكن أكثرية الجمهور (53%) يؤيدون فكرة حل الدولتين، ويعتقد 57% أنه إذا توصل محمود عباس إلى اتفاق مع نتنياهو، ستؤيد الأكثرية من الفلسطنيين الاتفاق.
شمل الاستطلاع على 1,270 شخصًا، من خلال المقابلات وجهًا لوجه، وجرت في 127 موقعًا في الضفة والقطاع.