تجدّدت العاصفة في إسرائيل حيال طقس الختان بكامل قوّتها إثر قرار المحكمة الربانية في القدس، الذي نصّ على أنّ على إحدى النساء دفع مبلغ 500 شاقل غرامة عن كلّ يوم تمنع فيه ختان ابنها. ورفض القضاة استئناف السيّدة وقبلوا طلب الأب، الذي طلّقها، بإلزام طليقته بختْن ابنهما، الذي يبلغ عامًا من العمر، وأكّدوا بالتالي على قرار المحكمة الربانية في نتانيا.
وكان أحد ادّعاءات المحكمة أنّ “إزالة الغُلفة تؤهل نفسه الروحية لقبول عبء ملكوت السموات وتعلُّم شريعة الله ووصاياه”، وكذلك أنّ “وصية الختان هي عبارة عن عهد قطعه الله مع شعبه المُختار”. بالتباين، لم تعترف المحكمة بحقّ الأمّ في الحفاظ على جسم ابنها تامًّا.
ويتواجد الزوجان حاليًّا في إجراءات طلاق تجريها المحكمة الربانية، ووفق محامية الأمّ، فإنّ القضاة الدينيين لا يملكون الصلاحية للأمر بإجراء ختان للرضيع، ومحكمة شؤون الأسرة هي الوحيدة المخوّلة البتّ بذلك. وتدّعي الأمّ أنه في أعقاب المعلومات التي كُشفت لها عن إجراءات الختان، قرّرت أنها لا ترغب في فعل ذلك لابنها. إثر ذلك، قدّمت الأمّ التماسًا إلى محكمة العدل العليا، وبدأت النقاشات في القضية الأسبوع الماضي.
وفي افتتاحية صحيفة “هآرتس” التي تطرّقت إلى هذه القضيّة، قيل إنّ “مسألة ختان رضيع لا يجب أن تحسمها إطلاقًا المحكمة الربانية، بل والدا الرضيع”. وكان الاستنتاج في المقالة أنه “يُؤمَل أن يُلغي قضاة المحكمة الربانية، الذين سيبتّون في القضية قريبًا، قرار المحكمة الربانية. هكذا سينقلون رسالة هامّة بأنّ حقوق الفرد في إسرائيل تسبق العادات الدينية، مهما كانت شائعة”.
وأثارت أقوال صحيفة “هآرتس” هذه سخط وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الذي يترأس الحزب الديني “البيت اليهودي”. وفي منشور له على الفيس بوك، حذّر بينيت من “حملة لصحيفة هآرتس ضدّ الختان، وضدّ يهوديّة دولة إسرائيل”. وقد ادّعى أنه “لا الشفقة ولا التنوُّر يدفعان هذه الحملة”، بل “الرغبة في اقتلاع اليهودية من الدولة”.
واستمرّت العاصفة في الردود على الوزير في موقع التواصل الاجتماعيّ. فقد كتب عددٌ من أنصار بينيت ردودًا تدعو معارضي الختان “مُكدِّري إسرائيل”، يشرحون فيها أنّ الطقس يقوّي العلاقة بين أمة إسرائيل وإلهها. بالتباين، كان ثمة مَن اعترَض على الأقوال مدّعيًا أنّ العادة “وثنيّة”، وأنّ على الوالدين وحدهم أن يقرّروا إجراءها أم لا. وعلّق شخص آخر أنّه “كلّما مرّت السنون وأصبح الإنسان أكثر تطوُّرًا وأكثر علمًا، يصبح أكثر إلحادًا – وهذا جيّد”.