في الأمر وجبة مسحورة، تسجيلات محفوظة سرًّا في الخزنة، ومعركة إرث مصيرية بين سياسيَّيْن ذوَيْ تجربة. والمعركة هي على إرث الحاخام عوفاديا يوسف السياسي، كبير حاخامي يهود الشرق ومنشئ حزب شاس، الممثل السياسي القوي ليهود الدول العربية.
بعد سنة وشهرين من وفاة الحاخام عوفاديا، تشتعل المعركة حول قيادة حزبه أكثر من أي وقت مضى. كشفت أمس تسجيلات سرية للحاخام، كانت محفوظة حتى الآن في خزنة حديدة، عن صراع حول هوية رئيس الحزب. منذ سنوات، تقوم صراعات شديدة حول قيادة الحزب بين أرييه درعي، زعيم الحزب منذ سنوات التسعينيات، وبين إيلي يشاي، الذي قاد الحزب في سنوات الـ 2000، بينما كان يقضي درعي عقوبته في السجن.
http://youtu.be/4gFAu7pPCTs
حين بدأ زعيم شاس، أرييه درعي، بقضاء فترة عقوبته، بعد إدانته بتلقي الرشاوي، قرر الحاخام عوفاديا أن يتزعم إيلي يشاي قيادة الحزب. لكن مع خروج درعي من السجن، رفض الحاخام إعادته إلى منصبه، وأبقى يشاي في منصبه. فقط في 2012، بعد سنوات من خروج درعي من السجن، قرر الحاخام أن يُقيل يشاي من منصب رئيس الحزب ويعيد درعي إلى منصبه.
في الشهر الماضي، قرر يشاي أن يستقيل من حزب شاس وينشئ له حزبا مستقلا. الآن، بما أن الحاخام عوفاديا يوسف ليس حيًّا، يحاول أن يثبت كل من درعي ويشاي، أنه لو كان الحاخام حيًّا لاختاره.
يُوضح الحاخام عوفاديا في التسجيل أنه سلم يشاي قيادة الحزب لأن درعي دخل السجن. كما ويدعي أنه إن أعاد درعي لقيادة الحزب، فسيبتعد 30 أو 40 بالمئة من مؤيدي الحزب
على أساس ذلك، نُشر أمس، على ما يبدو، من قبل أعوان يشاي، التسجيل السري من سنة 2008. حينئذ طلب درعي، الذي تم إطلاق سراحه من السجن، أن يتولى قيادة الحزب ثانية. حسبما أقوال الحاخام عوفاديا في التسجيل، يتبين أنه متمسك بقراره لدعم يشاي وليس درعي، بل وأبدى غضبه من الأخير.
يُوضح الحاخام عوفاديا في التسجيل أنه سلم يشاي قيادة الحزب لأن درعي دخل السجن. كما ويدعي أنه إن أعاد درعي لقيادة الحزب، فسيبتعد 30 أو 40 بالمئة من مؤيدي الحزب، لأنهم يعتقدون أن درعي “لص”. خلافا لدرعي، قال الحاخام إن يشاي غير متهم بشيء.
في جزء آخر مثير للاهتمام، يُذكر دعم شاس للاتفاقيات بين إسرائيل والفلسطينيين. سُمع الحاخام في التسجيل وهو يقول إن درعي هو الذي قاد شاس لتأييد الاتفاق، بينما لم يرغب الحاخام نفسُه بالتدخل في الموضوع.
يظهر من التسجيل أن إحدى أسباب التوتر ما بين درعي والحاخام هي الخشية أن تصنع زوجة الحاخام له لعنة بواسطة أكل مسحور. ظهر في التسجيل مساعد الحاخام وهو يقرأ له مقطعا من الصحيفة يُدَّعى فيه أن مقربي درعي حذروه ألا يأكل من بيت الحاخام، لأن زوجته هي ابنة عائلة تصنع السحر. سخر الحاخام من هذا الادعاء، وبدا أنه يسأل زوجته مازحا: “ماذا فعلتِ”؟ سحرتِه؟ اسحريه كي يكفّ عنا”.