نشر الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، أمس (الأحد) في صفحته على الفيس بوك منشورا أعلن فيه أنه يرفض طلب العفو عن إلؤور أزاريا، الجندي الإسرائيلي القاتل من الخليل، فأثار ردود فعل كثيرة. أيد جزء منها القرار وفي المقابل عارضه جزء آخر، وكان هناك أيضا عدد كبير من التعليقات القاسية، كان جزءا منها تحريضيا. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقا عقب نشر صورة ريفلين في شبكات التواصل الاجتماعي، وهو يعتمر الكوفية.
كانت التعليقات مروّعة بشكل خاص وتضمنت التمنيات بالموت للرئيس والنعوت مثل “نازي”، “حاوية قمامة” و “مريض”. كتب بعض المتصفحين “رئيس العرب واليساريين” وريفلين “ليس رئيسنا”.
وأشار البعض الآخر من المتصفحين إلى أن ريفلين رفض طلب أزاريا، رغم أن ريفلين كان معروفا بآرائه اليمينية. وكتبت متصفحة للرئيس “كيف سقط الأبطال، أخجل من رئيس دولتي”. وكتب متصفح آخر: “أصبح جلدك كجلد التمساح، أنت خائن بغيض”.
في الإعلان الذي أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة، أوضح الرئيس قراره كاتبا: “عند الأخذ في الحسبان كل الاعتبارات، فإن التخفيف الإضافي للعقاب سيضر بقوة الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل. إن قيم الجيش، بما في ذلك طهارة السلاح، تشكل أساس قوة الجيش، وعاملا هاما في النضال العادل من أجل حقنا في الحفاظ على وطن قومي آمن وبناء مجتمع قوي”.
رد وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، على قرار الرئيس قائلا “كانت لدى الرئيس ريفلين فرصة لوضع حد لهذه القضية التي هزت أركان المجتمع الإسرائيلى. بصرف النظر عن الثمن الشخصي الذي دفعه الجندي وأسرته، كنت أعتقد وما زلت أنه في هذه الحالة الفريدة كان من المناسب أيضا النظر في المصلحة العامة، وفي الحاجة إلى إنهاء الشرخ في المجتمع … ”
وانتقدت وزير الثقافة والرياضة، ميري ريغيف، (الليكود)، قرار الرئيس قائلة: “من المؤسف جدا أن الرئيس ريفلين خضع للضغوط الباطلة مُفضّلا التخلي عن إليئور”. وأضافت: “كانت لدى الرئيس فرصة لينقل إلى الجنود رسالة أنه حتى عندما يخطئون، فسيتم الحكم عليهم تأديبيا ولكن لن نتخلى عنهم. ولا يتوجب على إليئور أن يقبع في السجن يوما واحدا إضافيا”.
وتحدث الوزير نفتالي بينيت مع والدة أزاريا وقال لها إنه “يأسف لعدم العفو عن ابنها”.
أعربت عائلة أزاريا عن “خيبة أملها وحزنها” إزاء قرار الرئيس وعدم العفو عن ابنها بناء على طلبه الذي قدّمه قبل نحو شهر.
وكان وزير الدفاع الأسبق ورئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك مندهشا من التحريض بسهولة والتشيجع على اغتيال الرئيس، لهذا غرد اليوم صباحا في في حسابه على تويتر “إن قرار الرئيس ريفلين هام. مَن يدافع بجسده عن قيم الجيش الإسرائيلي، لا يرضخ للمتحمسين في شبكات التواصل الاجتماعي وفي الشارع…”.
أوضح يولي إيدلشتاين، رئيس الكنيست وعضو الحِزب الحاكم “الليكود” قائلا: “من الجيد جدا ان الشرطة فتحت تحقيقا. آمل أن تعثر على من نشر هذه الصورة … إنها ليست مجرد صورة مع الكوفية فحسب، بل هناك عشرات الآلاف من التعليقات التي نُشرت في شبكات التواصل الاجتماعي، وأريد أن أقول بشكل قاطع – ليس من حق الرئيس أن يتخذ قرارات تتعلق بالعفو بل من واجبه أيضا. يجدر بكل من يحاول شن هجوم أن يسكت ببساطة”.