فاز الحاكم الفعليّ في مصر، وزير الدفاع الفريق أوّل عبد الفتّاح السيسي، باستطلاع رجُل العام لمجلة “تايم” الأسبوعيّة لعام 2013. وفاز الرجل الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، المنتخَب بشكل ديموقراطيّ، بحصوله على 449596 صوتًا (26.2%)، متقدّمًا على رئيس حكومة تركيا رجب طيّب أردوغان، الذي حصل على 356771 صوتًا (20.8%) ومغنية البوب الأمريكية مايلي سايرس، التي أحرزت 279300 صوت (16.3%) فقط.
ويتبيّن من المعطَيات أنّ عدد داعمي السيسي ارتفع بشكل ملحوظ بفضل الدعم الداخلي، من بلاده مصر، التي جاء منها أكبر عدد من المشاركين في الاستطلاع كله. بعد مصر، حلّت الهند ثم الولايات المتحدة الأمريكية في عدد المقترعين في استطلاع “تايم”. ورغم نتائج الاستطلاع، فإنّ من يَختار رجُل العام هم محرّرو المجلة، وسيُعلنون عن اختيارهم يوم الأربعاء القادم.
وشارك نحو 1.9 مليون مقترِع عبر الإنترنت في الاستطلاع الذي أُقفل نهاية الأسبوع الماضية. والسؤال الذي يطرح نفسَه هو: هل تعكس المكانة المرتفعة التي حظي بها السيسي إثر التصويت له مرارًا وتكرارًا في أرجاء العالم شعبيتَه الحقيقيّة؟ “عليك أن تكون شخصًا ذا وعي سياسي مرتفع لتختار اسمًا كهذا”، قالت تينا ريتشاردسون، مُحاضرة في دراسات الاتّصالات لموقع “العربيّة”، مُضيفةً: “إنّ واقع غياب معطيات ديموغرافية عن المقترِعين يصعّب تحليل نتائج الاستطلاع”.
وأضافت ريتشاردسون أنّ مواقع التواصل الاجتماعي احتلت مكانًا متقدّمًا في الشرق الأوسط بشكل خاصّ خلال الفترة الأخيرة، بما يكفي للتأثير في استطلاعات تظهر فيها شخصيات سياسية من العالم الإسلامي، من دول مثل مصر أو تركيا.
إنّ تحوّل وزير الدفاع المصري والقائد العامّ للقوات المسلحة عبد الفتّاح السيسي إلى الرجل الأقوى في مصر ليس جديدًا، لكن يبدو أنّ تأليه الشخصية الذي يقوم به أنصاره ينجح في كسر الأرقام القياسيّة. فبعد وضع صورته على مجوهرات، شوكولاتة، قناني زيت زيتون وغيرها من المنتجات، تظهر الآن أيضًا على ملابس نوم نساء مصريّات تُباع في الأسواق. وتحت صورة السيسي، الذي يرتدي الزيّ العسكري ويضع نظارات شمسية، كُتب بالإنجليزية: “نشكرك”.
في المجلة جرى وضع فئة خاصّة للمواجهات المباشرة، حيث عُرضت شخصيتان عامّتان ليختار المقترعون واحدة منهما، إذا كان عليهم أن يختاروا أحدهما ليكون “رجُل العام” في “تايم”. وهكذا في الصّراع المباشر في التصويت بين الزعيمَين اللذَين تصدّرا الاستطلاع، أردوغان والسيسي، نجح الجنرال المصري في هزم أردوغان بواقع 56% من الأصوات في المواجهة وجهًا لوجه.
ولم يغِب المشهد الإسرائيلي عن الاقتراع في مجلة “تايم”. ففي المواجهة الشخصية المباشرة حول التهديد الإيراني فاز الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني بـ 79% من الأصوات بفضل “هجوم الابتسامات” الخاصّ به منتصرًا على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي لم يحصل على أكثر من 21%.